يصادف اليوم الذكرى الاربعين لرحيل المناضل احمد ناشر حسن،حيث فقدت الضالع بشكل خاص والجنوب بشكل عام ،احد القيادات السياسية البارزة،وواحداً من ابرز قيادات الحزب الاشتراكي اليمني،الذي وافاة الاجل صبيحة يوم عيد الفطر المبارك الموافق 21ابريل 2023م،وبرحيلة فقدت اللجنة المركزية للحزب احد اعضائها،وفقدت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة الضالع سكرتيرها الاول وواحداً من رواد العمل الحزبي والسياسي،حيث انخرط الفقيد في العمل السياسي منذ وقت مبكر،ويمكن هنا ان نلخص اهم المحطات في حياة الفقيد بقدر المعلومات الشحيحة التي حصلنا عليها وبقدر ما نستطيع صياغته في هذه العجالة ،آملين ان نسلط الضؤ على جزءاً من حياته: * الفقيد كان من اوائل الطلاب الملتحقين بإتحاد الطلاب اثناء دراسته الثانوية العامة في ثانوية (10سبتمبر) في مدينة المعلا محافظة عدن،كسكرتير للجنة الطلابية في المدرسة وعضواً في اللجنة الطلابية في مديرية المعلا. * بعد انهاء دراسته الثانوية في عام1978م،التحق بالخدمة العسكريةفي القسم السياسي للقوى الجوية والدفاع الجوي ،ومنها تم انتدابة للعمل كمعلم لمناضلي جيش التحرير في اطار الخدمة العسكرية ،ولمدة عامين كاملين ،وخلال هذه الفترة تم انتخاب الفقيد احمد ناشر عضواً قيادياً في سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني مديرية المعلا. وبعدها انتقل الى الضالع كمعلم في سلك التربية والتعليم. *في عام1985م تم تعينه مديراً لمكتب مساعد مأمور الضالع لشؤون جحاف،ولعب دوراً مميزاً في مساعدة السلطة المحلية في مركز جحاف على تأسيس فروع المركز وتنظيم عملها وتسهيل الاجراءات الخاصة بالمركز لدى قيادة المديرية وتم في ذلك الحين تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية الهامة *-في عام 1988م تم ترشيحة لدورة في العلوم السياسية في معهد الفقيد عبدالله باذيب للعلوم الاشتراكية،مدتها ثلاث سنوات،وانهاها بنجاح في عام1990م،وبعد انتهاء الدورة،تم انتخابة عضواً في سكرتارية منظمة الحزب مديرية الضالع. *-بعد اجتياح الضالع في صيف1994م من قبل مغول العصر وسيطرتهم على كل مؤسسات السلطة والمقرات الحكومية والحزبية،والبحث من قبل تلك القوات الغازية عن ابرز القيادات السياسية والعسكرية في المديرية،وكان الفقيد احمد ناشر على رأس المطلوبين،فتمكن من اللجؤ مع رفيق دربه المناصل محمد ناجي سعيد الى مديرية حالمين ،ومكثا هناك لخمسة اشهر،وتم اقصاء الفقيد من منصبه وايقاف راتبه الشهري *بعد تأسيس حركة حتم في مطلع 1996م،انظم اليها بشكل غير معلن،وكان ضمن جناحها السياسي الذي يتم استشارته في الكثير من القضايا التي تهم الحركة حينها،الى جانب زملائة الذي لايتجاوز عددهم عدد اصابع اليد في طليعتهم الفقيد الذرحاني والفقيد امين صالح واللواء سيف علئ صالح (ابوعمر) وا المناضلين محسن الربوعي وعلي شايف واحمد حرمل ومحمد ناجي سعيد ومحمد علي شايف والدكتور عبده صالح المعطري وغيرهم،وكان مع زملائةالمذكورين اعلاه من ضمن مؤسسي اللجنة الشعبية ،التي كانت محافظة الضالع السبّاقة في هذه الظاهرة،حيث حذت بقية المحافظات الجنوبية الاخرى بعد ذلك حذو محافظة الضالع في تشكيل مثل هذه اللجان الشعبية التي عمت كل المحافظات الجنوبية. *من صانعي اولى لبنات التصالح والتسامح ،التي دعت اليه جمعية ردفان،حيث كان من المشاركين في اجتماع يوم13يناير2006م في مقر الجمعية في خورمكسر ،وتم تشكيل لجان عديدة للتصالح والتسامح ،كان الفقيد احمد ناشر من ضمن اعضاء احدى هذه اللجان،والى جانبة الاستاذ د.صالح عبده عبيد المعكر واخرين والتي اوكلت لها المهمة بالتحرك الى مديريات محافظتي ابين وشبوة ،وكانت هذه اللجنة من اولى اللجان التي كسرت حاجز الصمت وارست اولى لبنات التصالح والتسامح. *كان من اوائل الملتحقين بساحات النضال السلمي التي كانت تباشير انطلاقته يوم (24مارس2007م) وذلك بخروج المتقاعدين والمبعدين قسراً من المؤسستين العسكرية والامنية الجنوبية الى ساحة الاعتصام في الضالع،والذي كان لها الدور الاكبر في تحريك المياة الراكدة والتمهيد لانطلاق الثورة الجنوبية السلمية يوم (07يوليو2007م),حيث كان للشهيد دوراً ريادياً في الدعم والمشاركة فيها،حيث انخرط في هذه الثورة منذ بداياتها الاولى مثله مثل العديد من الكوادر العسكرية والسياسية والحزبية،وكان له شرف المشاركة في كل الاجتماعات والمؤتمرات على مستوى المحافظة وعلى مستوى الوطن الجنوبي،حيث كان عضواً مؤسساً للجنة الحراك الجنوبي في محافظة الضالع ،وشارك مشاركة فعالة في كل المهرجانات التي اقيمت في الضالع وخارجها. *كان للفقيد احمد ناشر حسن دوراً متميزاً في تأسيس مديرية جحاف بعد،اعلان الضالع محافظة في العام 2004م،حيث كان واخوانه اول المبادرين بالتنازل عن الارض التي يملكونها لصالح بناء المجمع الاداري للمديرية الذي تم تشييده في ارضهم ،وذلك خدمة للمصلحة العامة ،وهذا ليس بغريب على اولاد ناشر حسن ،فهم ينتمون الى اسرة مناضلة،منذ انطلاق ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م،حيث ان اسرة الحاج ناشر حسن ومسعد حسن ،اشهر من نار على علم،فالفقيد احمد ناشر حسن هو ابن عم المناضل على مسعد حسن الذي يعتبر واحداً من اشهر القيادات الفدائية في الجبهة القومية التي ناضلت ضد الاحتلال البريطاني منذ انطلاقتها صبيحة يوم الرابع عشر من اكتوبر 1963م حتى تكللت بالنصر في الثلاثين من نوفمبر 1967م. *بقي ان نشير الى الدور الاجتماعي للفقيد احمد ناشر على مستوى مديرية جحاف،فمثلما كان له دوراً مميزاً في تأسيس المديرية ،ايضاً كان له دوراً مميزاً في العمل الاجتماعي والخيري،حيث عمل مع رفيقه الشهيد طيار فضل على محمد النقيب ،صمام امان لاحتواء الكثير من المشاكل والفتن التي كان ولازال عملاء الاحتلال يبثون سموم هذه الفتن واشعال المشاكل ومحاولة احياء الثائرات بين مواطني قرى المديرية ومع الاخرين في المديريات المجاورة بهدف تمزيق الناس مناطقياً والهائهم عن قضيتهم الاساسية،وهنا كان للفقيد وللشهيد ولزملائهم الاخرين دوراً رائعاً في احتواء هذه الفتن ومنع حدوثها،وكان للفقيد دوراً في العمل الخيري،من خلال مواسات الاسر الاكثر فقراً عن طريق الجمعيات الخيرية ،وخاصة خلال شهر رمضان و في المناسبات الدينية والاجتماعية الاخرى. واخيراً ،وللتذكير فإن للفقيد احمد ناشر حسن دوراً في كل الحورات واللقاءات التي قادتها لجنة الحوار الجنوبي -الجنوبي في الداخل بقيادة د.صالح محسن الحاج ،حيث كان الفقيد من ضمن المندوبين الذين تم اختيارهم للمشاركة في اللقاء التشاوري الجنوبي-الجنوبي الذي دشن اعماله صبيحة يوم الرابع من مايو الحالي في العاصمة عدن ،لكن القدر استبق الجميع ،وغيب عنا الرفيق المناضل احمد ناشر بشكل مفاجئ ودون سابق انذار واختاره المولى الى جواره،قبل تدشين اللقاء التشاوري ب(12)يوماً فقط ،ولم ير ماكان بداية للخطوة التي حلم فيها الفقيد كثيراً. رحم الله الفقيد احمد ناشر حسن بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته،كان الفقيد مثالاً قلًى نظيره في الريادةالمبكرة في العمل الطلابي والسياسي والحزبي و في نبذ الذات والزهد في حياته وفي كل مغريات الدنيا الفانية،حيث غادرها الى الدار الابدية دون ان يمتلك شيئاً يذكر من مغريات هذه الدنيا ،ولاحتى من ابسط حقوقة الشخصية الواجب الحصول عليها كمواطن من ابناء هذا البلد،حيث عمل كلما بوسعة وقدم واجبة طوال حياته على اكمل وجه وبقناعة تامة،دون ان ينتظر اي مقابل يقدم له من قبل اي جهةرسمية حكومية او حزبية سوى كان ذلك في السلطة المحلية للمحافظة او في السلطة العليا للدولة،وشخصيات كهذه من الصعب انصافها مهما كتبنا،لانها نموذج لايتكرر ابداً،في تفانيها في عملها وفي إداء واجبها وفي نبذها لذاتها وفي زهدها في الحياة. لقد كان رحيل الرفيق المناضل احمد ناشر حسن ،رحيلاً مبكراً ،وخير تكريم له ولابناء جيله،هو الوفاء للقيم والمثل والتفاني والاخلاص في العمل والزهد في الحياة،والعمل على ترسيخ هذا القيم والمبادئ والاقتداء بها والانتصار للمشروع الوطني الجنوبي الذي نضالوا من اجله،وتجسيد نضالهم وثقافتهم واخلاقهم ووطنيتهم وقيمهم وترجمتها الى واقع حقيقي وملموس ،والسير على نفس الدرب الذي سار عليه فقيدنا الراحل ورفاقة وكل شهداء الثورة الجنوبية الميامين. عقيد/ركن م.مقبل ناجي مسعد العسدف عضو قيادي في الجبهة الوطنية ،،موج،، في الداخل سكرتير نقابة المهندسين الجنوبيين المنصورة-عدن الثلاثاء:30مايو2023م