يعاني الكثير من الأشخاص من نقص المغذيات الدقيقة، المعروف أيضًا بالجوع الخفي، وهو حالة تحدث عندما يفتقر الجسم إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاجها.
تعتبر المغذيات الدقيقة ضرورية لعدة وظائف هامة في الجسم، بما في ذلك النمو والتطور، ودعم الجهاز المناعي، وإنتاج الطاقة. إذا كان هناك نقص في أي من هذه المغذيات الدقيقة، فقد يتسبب ذلك في مشاكل صحية متنوعة مثل فقر الدم، وضعف الوظائف الإدراكية، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
لذا، من المهم تناول تشكيلة متنوعة من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، بما في ذلك البيض، لضمان حصول الجسم على المغذيات الدقيقة اللازمة. يعتبر البيض مصدرًا غنيًا بالبروتين والفيتامينات والمعادن، ويمكن أن يكون جزءًا هامًا في تلبية احتياجات الجسم اليومية. ومع ذلك، يجب أن يتم تناول البيض بشكل متوازن وفقًا لاحتياجات الفرد، واحترام السلامة الغذائية العامة مثل طهيه جيدًا للحد من خطر التسمم الغذائي.
بالتالي، ينبغي أن يكون الاهتمام بتلبية احتياجات المغذيات الدقيقة ضمن النظام الغذائي اليومي أمرًا أساسيًا للحفاظ على صحة الجسم والوقاية من مشاكل صحية محتملة المتعلقة بنقص المغذيات الدقيقة.
في جميع أنحاء العالم، هناك نقص شائع لبعض العناصر الغذائية الأساسية مثل حمض الفوليك، فيتامين أ، الحديد، اليود، والزنك. ولحسن الحظ، هذه العناصر الغذائية غير مكلفة ومتاحة بسهولة، مما يعني أنه يمكن ضمان تناول كمية كافية منها إذا تم العمل معًا لتحقيق ذلك.
حمض الفوليك (فيتامين ب 9) هو فيتامين مائي الذوبان يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم نمو الخلايا وتطور الأعصاب. يعتبر أساسيًا لإنتاج الحمض النووي والحمض النووي الريبوزي والأحماض الأمينية. يتم إضافة حمض الفوليك إلى العديد من المكملات الغذائية والمنتجات الغذائية المختلفة. اسمه مشتق من الكلمة اللاتينية “folium” وتعني “ورقة”، مما يشير إلى وجوده بشكل غزير في الخضروات الورقية الخضراء والأطعمة النباتية بشكل عام.
عندما يكون هناك نقص في حمض الفوليك، يمكن أن تظهر عدة أعراض ومشاكل صحية. بعض الأعراض المحتملة لنقص حمض الفوليك تشمل:
عيوب الأنبوب العصبي عند الأطفال: إذا كانت الأم تعاني من نقص حمض الفوليك أثناء الحمل وفي بداية الحمل، فقد يزيد خطر حدوث عيوب في الأنبوب العصبي لدى الطفل المولود.
الاعتلال العصبي وضعف الأعصاب: نقص حمض الفوليك يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في وظائف الجهاز العصبي وضعف الأعصاب.
الاكتئاب: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى ارتباط نقص حمض الفوليك بزيادة خطر الاكتئاب.
فقر الدم الضخم الأرومات: نقص حمض الفوليك قد يؤدي إلى فقر الدم الضخم الأرومات، وهو نوع من فقر الدم الذي يتسم بخلايا الدم الكبيرة والغير ناضجة.
ضعف الأعصاب وفقدان الذاكرة: قد يكون لنقص حمض الفوليك تأثير سلبي على وظائف الأعصاب والذاكرة.
ارتفاع الهوموسيستين: نقص حمض الفوليك يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الهوموسيستين في الدم، وهو عامل يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية والجلطات الدموية.
زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى ارتباط نقص حمض الفوليك بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون والرئة والبنكرياس والمريء والمثانة.
يمكن الحصول على حمض الفوليك من مصادر غذائية متنوعة، بما في ذلك:
الخضروات مثل السبانخ واللفت والملفوف.
اللحوم والدجاج.
البقوليات مثل البازلاء والفول والعدس.
البذور مثل بذور الكتان وبذور الشيا وبذور عباد الشمس.
البيض
فيتامين أ
هو واحد من الفيتامينات القوية والضرورية لصحة الجسم. على الرغم من ذلك، يُعتبر نقص فيتامين أ من أكثر أنواع نقص الفيتامينات شيوعًا في جميع أنحاء العالم. يتواجد فيتامين أ في مصدرين رئيسيين. في النباتات المعينة، يوجد ما يعرف بالبيتا كاروتين، وهو مركب يتحول في الجسم إلى فيتامين أ. أما في اللحوم، فيوجد فيتامين أ بصورته النشطة مسبقًا، وبالتالي يكون جاهزًا للامتصاص والاستخدام فور تناوله.
نقص فيتامين A قد يتسبب في ظهور عدة أعراض، بما في ذلك:
مشاكل الرؤية: يعتبر العمى والعمى الليلي أعراضًا شائعة لنقص فيتامين قد يتسبب النقص في تدهور الرؤية، وصعوبة التمييز بين الألوان والتكيف مع الإضاءة المنخفضة.
مشاكل الجلد: يمكن أن يتسبب نقص فيتامين A في جفاف وتقشر الجلد، وتشقق الشفاه والبشرة الجافة والمتهيجة.
ضعف النمو والتطور: قد يؤثر نقص فيتامين A على نمو وتطور الأطفال، مما يمكن أن يؤدي إلى تأخر في النمو الجسمي والعقلي وضعف الجهاز المناعي.
زيادة خطر الإصابة بالعدوى: يلعب فيتامين A دورًا هامًا في تعزيز جهاز المناعة ومكافحة العدوى. لذا، قد يزيد نقص فيتامين A من خطر الإصابة بالأمراض المعدية والتهابات الجهاز التنفسي العلوي.
زيادة خطر الإجهاض: قد يكون لنقص فيتامين A تأثير على صحة الأم والجنين، وقد يزيد من خطر الإجهاض والمشاكل في التطور الجنيني.
لعلاج نقص فيتامين A، يوصى بتناول كمية كافية منه من خلال النظام الغذائي. ومع ذلك، في حالات الصعوبة في تلبية احتياجات الجسم من فيتامين A عن طريق الطعام، يمكن اللجوء إلى مكملات فيتامين A عالية الجودة بعد استشارة الطبيب أو الخبير الصحي.
الحديد
هو معدن ذو وفرة على سطح الأرض، حيث يتواجد في العديد من المصادر الطبيعية. يتميز الحديد برمزه الكيميائي Fe في الجدول الدوري. على الرغم من أن الحديد يعتبر من المعادن الوفيرة، إلا أن الجسم البشري يحتوي فقط على كمية صغيرة منه، تتراوح بين 3-4 جرامات فقط، وتتوزع بشكل رئيسي في الهيموجلوبين، وتوجد أيضًا في العضلات ونخاع العظام والكبد والطحال.
ومع ذلك، فإن نقص الحديد يعد مشكلة شائعة تؤثر على مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وخاصة النساء والأطفال. يشير التقديرات إلى أن فقر الدم الناجم عن نقص الحديد يعاني منه ملايين الأشخاص، ويمكن أن يتسبب في أعراض مثل التعب والضعف وصعوبة التركيز.
لمعالجة نقص الحديد، يوصى بتناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، والأسماك، والبقوليات، والسبانخ، والعين السوداء، والتين، والبذور. قد يتطلب بعض الأشخاص تناول مكملات حديد إضافية تحت إشراف الطبيب، وذلك لتحسين مستويات الحديد في الجسم وعلاج فقر الدم المرتبط به.
اليود
هو معدن أساسي يتم تمثيله بالرمز I في الجدول الدوري. إلى جانب دوره الرئيسي في وظيفة الغدة الدرقية، يلعب اليود أدوارًا مهمة أخرى في صحة الإنسان. تعاني حوالي 740 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من اضطرابات نقص اليود، مما يجعلها واحدة من أكثر الاضطرابات شيوعًا. وتأتي أعراض نقص اليود بأشكال مختلفة، وتشمل اضطرابات الغدة الدرقية ومشاكل في النمو الجسدي والعقلي، وتأثيرات سلبية على صحة الجهاز التناسلي والجهاز العصبي. يتم توفير اليود عادة من خلال تناول الملح المضاف إليه اليود ومن بعض المصادر الغذائية مثل الأسماك البحرية والأطعمة الغنية باليود.