علي ناصر محمد تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة الفنان الكبير سعودي أحمد صالح الذي وافاه الأجل في الرابع من يوليو الحالي إثر صراع مرير مع المرض، ونعبّر عن عميق حزننا لفقد هذه الهامة الفنية الذي أثرى الساحة الفنية اللحجية واليمنية بفيض ألحانه وإضافاته الموسيقية الثرية.. ويعد الفنان سعودي أحمد صالح أحد أهم المجددين للأغنية اللحجية بعد المغفور له بإذن الله الأمير أحمد فضل القمندان، إلى جانب كل من الشاعر والملحن الأستاذ عبد الله هادي سبيت، والأمير مهدي أحمد صالح، والأمير عبده عبد الكريم، ومحمد سعد الصنعاني، وكان صاحب بصمة سيخلدها التاريخ الموسيقي للأغنية اللحجية في عصرنا الراهنة. عاش الفنان سعودي أحمد صالح حياة استثنائية ووُلدَ في المحروسة (لحج)، وأكمل الإعدادية في المدرسة المحسنية في العام 1959م، ثم عمل موظفاً في إدارة الزراعة بلحج، واشتغل مدرِّساً حتى تقاعده، وكان آخر منصب تقلّده مستشاراً ثقافيّاً لمحافظ المحافظة. وحصل على درجة الامتياز بالإذاعة والتلفزيون في تصنيف الفنّانين والملحنين. وبدأ الموسيقار سعودي أحمد صالح (تفاحة) مشواره الفني كعازف كمنجة وعود بالندوة الموسيقية اللحجية، وما أن أكمل عامه الأول حتى وضع في 1960م أول ألحانه لأغنية الأمير محسن صالح مهدي (بنار الشوق كم قلبي تجلّع) من مقام الرست، وهو اللحن الذي أجازه له شيخا الطرب: الأمير الشاعر والملحّن عبده عبدالكريم العبدلي، والفنّان محمد سعد صنعاني، وسجله لإذاعة عدن بصوت فيصل علوي. ومن أبرز ألحانه الغنائية: عاتب، يقولوا لي الهوى قسمة، يقول لي للصدف خلي كفانا، ناموا كلهم ناموا، توبة من الحب، الحب مش عيب، ما احلى خصامه حبيبي، ياليالي ليت ليلة و “أنا والعقل في حيرة”، من كلمات أحمد سيف ثابت، وغناء علي سعيد العودي التي تعتبر ثاني ألحانه بقيادة الموسيقار فضل محمد اللحجي. وكنت قد تعرفت عليه عندما كنت مدرساً ومحافظاً ورئيساً والتقيته لاحقاً في دمشق عندما جاء للعلاج.. وبهذا المصاب الأليم نعزي الوطن والساحة الفنية وعائلته وجميع محبيه، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.