ليس هناك شك في أن البروتين هو جزء أساسي من النظام الغذائي. نحن بحاجة إليه لبناء العضلات وإصلاحها، ومساعدة عظامنا على البقاء قوية، والحفاظ على جهاز المناعة والحفاظ على أدمغتنا وقلوبنا وبشرتنا لتبقى على الحالة التي نرغبها.
الأطعمة مثل البيض واللبن والزبادي والسمك والعدس واللحوم وفول الصويا والمكسرات والبذور كلها غنية بالبروتين، ومعظم البالغين في البلدان ذات الدخل المرتفع يحصلون على الأقل على الكمية اليومية من البروتين، التي توصي بها السلطات الصحية.
في تحليل تجميعي لـ 49 دراسة، كان متوسط تناول البروتين في وجبات الناس الغذائية، في بداية البحث أكثر بنسبة 75 في المئة من التوصيات الأمريكية والكندية، على سبيل المثال.
وهناك بعض العلماء في هذا المجال، مثل ستيوارت فيليبس من جامعة مكماستر في كندا، يرون أن المستويات الموصى بها قد لا تكون عالية بما يكفي للجميع.
وإحدى الصعوبات في معرفة مقدار ما قد تحتاجه أنت كفرد، تعتمد على عمرك وصحتك ودرجة ممارستك للرياضة، لذلك قد لا تنطبق عليك التوصيات القياسية.
ويجد بعض كبار السن، على سبيل المثال، أن شهيتهم ضعيفة ما قد يدفعهم إلى تناول القليل جدا من الطعام، ومن ثم لا يحصلون على ما يكفي من البروتين من نظامهم الغذائي. أما إذا كنت رياضيا محترفا للقدرة على التحمل، فأنت بحاجة إلى بروتين أكثر من الشخص البالغ العادي. بما أننا نعلم أن البروتين في النظام الغذائي يبني العضلات ويحافظ على قوة العظام ويحمي جهاز المناعة لديك، فهل معنى ذلك أنه كلما استزدت منه كان ذلك أفضل؟ هل يمكننا جميعا الاستفادة من المزيد؟ أم أن هناك مخاطر في تناول بروتين إضافي بهذه الطريقة؟
لحسن الحظ، كانت هناك بعض التجارب التي يمكن أن ترشدنا. وتميل تلك التجارب في الغالب إلى إثبات أن مساحيق البروتين يمكن أن تساعد بالفعل في بناء العضلات، كما يزعم الكثيرون. لكن المهم هو أن هذا لن يفيد إلا إذا قمت ببعض أشكال تمارين المقاومة، مثل استخدام آلات الأثقال. وإذا لم يتم تمرين العضلات، فإن البروتين الإضافي لن يفعل شيئا.
في تحليل تجميعي واحد من عام 2014، جمع الباحثون البيانات من 14 تجربة عشوائية محكومة، على سبيل المثال، تناول نصف الأشخاص مسحوق بروتين مصل اللبن، والذي يتكون من السائل المتبقي عند تحويل الحليب إلى الجبن، وتناول نصفهم دواء وهميا عن طريق الشرب، ووجدوا أنه ما دام الناس يمارسون تمارين المقاومة، فإن تناول مساحيق البروتين أدى إلى زيادة كتلة الجسم النحيل، ولكن إذا شربوا المشروبات ببساطة دون ممارسة الرياضة، فلن تكون هناك زيادة ذات دلالة إحصائية.
وتتمثل إحدى الصعوبات في محاولة مقارنة الدراسات في أن بعضها يتم إجراؤه مع أشخاص يعانون من السمنة، والبعض الآخر مع كبار السن، والبعض الآخر مع رواد صالة الألعاب الرياضية الأصغر سنا، ما يجعل من الصعب تعميم النتائج.