مع زيادة غضب الجنوبيين من جرّاء التردي المعيشي الصارخ على كل المستويات، حاولت قوى صنعاء المتورطة في هذا الاستهداف الغادر ضد الجنوب، قلب الطاولة في معركة سياسية.
التردي المعيشي يدفع ثمنه الجنوبيون قبل غيرهم، فالكلفة التي تكبدوها من أجل تحرير أراضيهم من خطر الإرهاب، كانت تستلزم ضرورة أن يحيا المواطنون حياة آمنة ومستقرة وراسخة، تتيح لهم تلبية احتياجاتهم المعيشية.
لكن على النقيض، فإنّ الأمور تأزمت بفعل طوفان الفساد اليمني الذي توغّل في أعماق الجنوب، فنهب الثروات ومارس سطوا على المؤسسات، حتى غابت كل أوجه الاستقرار المعيشي.
حالة الغضب التي تهيمن على الجنوبيين جراء التردي الحادث على الصعيد المعيشي، والتي تنذر باندلاع ثورة شعبية شاملة، أثارت رعب القوى اليمنية المعادية التي حاولت لبعثرة الأوراق وتحويل الأمر إلى معركة سياسية تتضمن استهداف الجنوب وقيادته.
تجلّى هذا الأمر في التعاطي المزيف والمشبوه من قِبل قوى صنعاء الإرهابية، وتحديدا المليشيات الحوثية والإخوانية، حيث حاول الفصيلان تصوير الأمر على أنه غضب شعبي من المجلس الانتقالي.
الأبواق الإعلامية الحوثية والإخوانية تشابهت في تعاطيها مع مُجريات الغضب الجنوبي، ونقلت رسائل متشابهة بشكل كبير، عمدت إلى محاولة الإدعاء بأن الجنوبيين يُحملون المجلس الانتقالي مسؤولية انهيار الأوضاع المعيشية.
يتنافى هذا الأمر مع ما توثّقه الأمور على أرض الواقع، فالشعب الجنوبي يحمل قوى الاحتلال اليمني المسؤولية الكاملة عن التردي المعيشي والانهيار الاقتصادي.
وبعث الجنوبيون بهذه الرسالة، في العديد من الفعاليات مثل يوم الأرض واحتجاجات الثلاثاء في وادي حضرموت، وغيرها من مشاهد الاحتجاج الجنوبي الكبير على الانهيار الشامل الذي يعانيه الجنوبيون.
ويطالب الجنوبيون بتحرير أراضيهم من قوى الاحتلال، وأن يتم تمكينهم من إدارة شؤونهم بأنفسهم، ووقف قوى الاحتلال اليمنية الإرهابية عن سرقة ثروات الجنوب.
وعلى الصعيد الرسمي، لا يفوِّت المجلس الانتقالي فرصة أو مناسبة إلا ويوجه رسائل ومطالب شديدة اللهجة للحكومة بأن تكون على قدر المسؤولية، وأن تكرس اهتمامها لتحسين الأوضاع المعيشية.
ورغم هذا الواقع أيضا، فإنّ الأبواق الحوثية والإخوانية سعت لقلب الحقائق، واستغلال حالة الغضب التي تهيمن على الجنوبيين وإظهارها موجهة ضد المجلس الانتقالي.
هذا التعاطي المشبوه من قِبل الحوثيين والإخوان، راجع لما تحمله كلا المليشيات من أجندات معادية تحمل طابعا وجوديا ضد الجنوب وحق شعبه في استعادة دولته.