مساء أمس وصل القائد اللواء عيدروس الزبيدي لأرض الوطن العاصة عدن بعد جولة شملت دول الإقليم ودول غربية نتمنى أن تكون تلك الجولة قد تكللت بالنجاح وبأهمية عودة دولة الجنوب على أمن وإستقرار المنطقة عموماً.
اليوم المنطقة تمر بمنعطف تاريخي خطير يتمثل باستشراء الفكر الديني السياسي سواء كان سنياً أم شيعاً هذا الفكر أصبح يُهدد أمن وإستقرار المجتمعات ورأينا نتائجه على كل المجتمعات التي ابتلت بمثل ذلك الفكر الكارثي الذي يُسيطر عاطفياً على المجتمع ويبتزه وينهبه ويرجعه لقرون ماقبل الحداثة البشرية، طبعاً هناك من سيدعي بأني ضد الدين والشريعة وهذا محض افتراء وتهرب من كشف حقيقة ذلك الفكر الكارثي ليس على شعوب منطقتنا فقط وإنما على كافة شعوب المعمورة، وهذا الفكر يا سيدي يتغلغل وينسل بهدوء إلى أن يُسيطر ومن ثم يدمر المجتمع ولا أدل على ذلك إلا المجتمعات التي ابتلت بذلك الفكر شاهد كيف تراجع لبنان وما قدمه للصومال وما يقدمه لصنعاء ولدول جنوب الصحراء وماذا عمل في العراق وكيف يحاول تدمير الكويت، وأنت تعهدت بأنك ستحارب الإرهاب وحفظ أمن و أستقرار المنطقة .
اليوم يا سيدي العزيز سعادة اللواء عيدروس أُجزم بأن الكرة بملعبك واعتقد ووفق ما أراه وأُشاهده ووفق ما تصلني من معلومات أُرتب بها قناعتي ورأيي أقولها لك بكل أمانة وتجرد من أي عاطفة، آن أوان حسم الموقف فإستمرار الوضع على هذا الشكل كارثة الكوارث، وأنت لديك ميزة لم تتوفر لأي قائد قبلك وهي ميزة الدعم الشعبي الامحدود لك وللمجلس الانتقالي الذي ترأسه وهذا الشعب مُستعد للتضحية من اجل عودة دولته وقد صبر ثماني سنوات ليتحقق له هذا الأمل وتحقيق ذلك الأمل وضعوه بين يديك، وأن كانت مراهنتك على اقتناع دول الأقليم والعالم بأهمية عودة دولة الجنوب فأسمح اي بأن أقول لك بأن هذه المراهنة خاسرة بالنسبة لي ولا جدال بذلك لسبب بسيط وهو أن المصالح هي من تُقرر ذلك الموقف أو هذا وبالتالي حسم الأمر حتماً سيضع مصالح الآخرين بين يديك ومن ثم أنت من سيتحكم بتلك المصالح ومن ثم ستفرض شروطك عليهم وسيرضحون لذلك دون شك.
وأخيراً مع احترامي وتقديري لدول الاقليم وكل عواصم القرار لن يعترف أحد بك يا سيدي القائد عيدروس الزبيدي إلا عندما تمتلك الأرض والأمر لك وبين يديك