نسمع كثيراً عـن مصطلح إعادة الهيكلـة،فما هي الهيكلـة وماهي أهدافها وإيجابياتها وسلبياتها ؟!
-الهيكل: هو شكل الشيء وهيئـته وقوامه.
-وإعادة الهيكلـة تعني: عمليـة إعادة تشكيل وترتيب قوام الشيء وهيئـته.
أما بالنسبـة لإعادة هيكلـة قوات الانتقالي العسكرية
فتعني: إعادة ترتيب الشكل التنظيمي للقوات، على مستوى القيادات والأفراد والوحدات والمهام والمواقع..
– بهدف تحديث الهيكل التنظيمي للجيش، وتحسين التدريب والتجهيزات العسكرية، والاستفادة من التكنولوجيا عسكرياً ، وتطوير القدرات القتالية والاستراتيجية، وتنظيم المهام، وتعزيز القدرة الدفاعية، والهجومية،والاستخباراتية والردع العسكري،والاستجابة السريعة للتحديات الأمنية والتهديدات المحتملة،وتحسين إدارة الموارد البشرية والمالية،بما يخدم مصلحـة الجنوب، اعتماداً على الكفاءات،بعيداً عن الولاءات الفردية والمناطقية..
– التحديات والايجابيات والسلبيات:
تُـعد إعادة هيكلة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من العوامل الرئيسية التي تؤثر على قدرتها على تحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب والمنطقـة لما تهدف إليه من تنظيم وترتيب للجنود والضباط وتوزيع المهام والمسؤوليات بطريقة مدروسـة فعالة ومنظمة. ومع ذلك، فإن هنالك إيجابيات وسلبيات محتملة لهذه الهيكلة يجب أخذها في الاعتبار.
-من بين الإيجابيات البارزة لهيكلة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي هو تحقيق التنظيم والترتيب الداخلي. فعندما يكون للقوات هيكلة جيدة، يتم تحديد الأدوار والمسؤوليات، مما يسهل تنفيذ العمليات العسكرية وتحقيق الأهداف المحددة، وتعزيز فاعلية العمل العسكري.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إعادة هيكلة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي تساهم في تحقيق التخصص والتدريب المهني. فعندما يتم توزيع المهام والمسؤوليات حسب الكفاءات بشكل صحيح وواضح يتمكن الجنود والضباط من تطوير مهاراتهم وخبراتهم في مجالات اختصاصهم العسكري،بعيداً عن التشتت والعشوائية، وهذا يؤدي إلى تحسين جودة القوات العسكرية وزيادة قدرتها على مواجهة التحديات والتهديدات في مختلف الظروف.
علاوة على ذلك، فإنها تسهم في تعزيز التنسيق والتعاون بين الوحدات المختلفة، فتوزيع المهام والمسؤوليات بشكل مناسب ومدروس، يمكن الجنود والضباط من العمل معًا بروح الفريق الواحد، وتحقيق التنسيق اللازم في العمل العسكري لتكون خاتمته النجاح -ورغم ذلك، فإن هناك أيضًا تحديات وسلبيات محتملة لهيكلة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي يجب أخذها بعين الاعتبار:
أولاً:مدى قابليـة هذه القوات لقرارات إعادة الهيكلة، من حيث استجابة ورفض القيادات والضباط والأفراد لقرارات التغيير والتنظيم والترتيب الصادرة عن القائد الأعلى عيدروس بن قاسم الزبيدي، الأمـر الذي يعتمد بدرجـه رئيسيـة على مقدار وطنية هذه القوات وإخلاصها للنظام العسكري الذي يخضع فيه الأدنى رتبة لأوامر الأعلى رتبة،عملاً بمبدأ الطاعـة العسكرية وقواعد الضبط والربط،وتمثل اختباراً حقيقياً لمصداقية هذه القوات في بحثها عن النظام والقانون وتغليب مصلحة الوطن على مصلحة الفرد.أما إذا رفضت وتمردت على قرارات الهيكلـة فستفضح نفسها بأنها لا تهتم إلا بالمنصب والمصلحة الأنانية الفردية على حساب الوطن والكفاءة،وهذا الأمر قد يُحدث اضطراباً في صفوف القوات ثانياً: قد يؤدي التركيز -الزائـد- على التخصص والتدريب المهني إلى تقليل المرونة والقدرة على التعامل والتكيف مع التغيرات المفاجئة في الميدان. وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة القوات في التصدي للتهديدات غير المتوقعة.
ثالثا: قد يؤدي التركيز -الزائد- على التنظيم والترتيب إلى زيادة البيروقراطية التي تنقل الهيكلـة من التنظيم إلى العرقلـة في عمليات صنع القرار. وهذا يمكن أن يعطل القدرة على اتخاذ القرارات السريعة والفعالة في حالات الطوارئ!
-الخلاصـة:
بشكل عام، فإن هيكلة القوات هي ظاهرة صحيـة وسليمة تحدث حتى في أقوى جيوش العالم.
وهـي هنا خطوة جادة في سبيل المضي نحو تمكين الكوادر والكفاءات لبناء دولة جنوبية تحترم فيها كل سلطـة حدود مهامها واختصاصها،بعيداً عن العشوائية والتجاوزات،بحيث لا تتدخل جهة في مهام واختصاصات جهـة أخرى.
ولذلك، يجب أن يتم النظر في الظروف والاحتياجات المدروسة واللازمـة القائمة على التشاور والتفاهم مع قادة هذه القوات، قبل اتخاذ قرارات الهيكلة،عملاً بالتوازن والمرونة لتحقق الهيكلـة أهدافها المرجوة دون تعـثر أو إشكال