تحول الملياردير إيلون ماسك إلى قوة مهيمنة في تكنولوجيا الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، بشكل يثير مخاوف عالمية، وفق تقرير من صحيفة “نيويورك تايمز”.
وأصبح ماسك، الذي يقود شركات “سبيس إكس” وتيسلا وتويتر، اللاعب الأكثر هيمنة في الفضاء، إذ جمع بثبات القوة على مجال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ذي الأهمية الاستراتيجية.
لكن أسلوبه المتقلب يثير قلق الجيوش والقادة السياسيين بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، إذ يمارس الملياردير التكنولوجي سلطته أحيانا بطرق لا يمكن التنبؤ بها، بحسب التقرير.
ومنذ عام 2019، أرسل ماسك صواريخ سبيس إكس إلى الفضاء كل أسبوع تقريباً والتي تنقل عشرات الأقمار الصناعية، وتتواصل الأقمار الصناعية مع المحطات على الأرض ، حتى تتمكن من إرسال الإنترنت عالي السرعة إلى كل ركن من أركان الكوكب تقريباً.
واليوم، يتواجد أكثر من 4500 قمر صناعي من “ستارلينك” في السماء، وهو ما يمثل أكثر من 50 في المئة من جميع الأقمار الصناعية النشطة.
وغالباً ما يكون “ستارلينك” هو الطريقة الوحيدة للوصول إلى الإنترنت في مناطق الحرب والمناطق النائية والأماكن التي ضربتها الكوارث الطبيعية. ويتم استخدامه في أوكرانيا لتنسيق ضربات الطائرات بدون طيار وجمع المعلومات الاستخباراتية.
لكن سيطرة ماسك شبه الكاملة على الإنترنت عبر الأقمار الصناعية تثير المخاوف.
وماسك شخصية متقلبة وله ولاءات غامضة. ويمكنه وحده أن يقرر إغلاق الوصول إلى الإنترنت من “ستارلينك” لعميل أو بلد ما، ولديه القدرة على الاستفادة من المعلومات الحساسة التي تجمعها الخدمة، بحسب التقرير.
وفي أوكرانيا، تأكدت بعض المخاوف. إذ قام ماسك بتقييد الوصول إلى “ستارلينك” عدة مرات خلال الحرب، كما قال أشخاص مطلعون على الوضع للصحيفة.
ولم يستجب ماسك لطلبات الصحيفة للتعليق.
وبسبب قلقهم من الاعتماد المفرط على تكنولوجيا ماسك، تواصل المسؤولون الأوكرانيون مع مزودي خدمات الإنترنت الآخرين عبر الأقمار الصناعية.
والحكومة الفيدرالية الأميركية هي أيضا واحدة من أكبر عملاء “سبيس إكس”، حيث تستخدم صواريخها في مهام “ناسا” وتطلق أقمار صناعية للمراقبة العسكرية.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أنها تتعاقد مع “ستارلينك”، لكنها رفضت الخوض في التفاصيل، مشيرة إلى “الطبيعة الحرجة لهذه الأنظمة”.
وتشعر حكومات أخرى بالحذر. وقال مسؤولون تايوانيون وأميركيون إن تايوان، التي لديها بنية تحتية للإنترنت يمكن أن تكون عرضة للخطر في حالة حدوث غزو صيني، وهي مترددة في استخدام الخدمة جزئياً بسبب روابط ماسك التجارية مع الصين، وفق الصحيفة.
كما أن الصين لديها أيضا مخاوفها الخاصة. وقال ماسك، العام الماضي، إن بكين سعت للحصول على تأكيدات بأنه لن يشغل “ستارلينك” داخل البلاد، حيث يخضع الإنترنت لرقابة الدولة.
كما خصص الاتحاد الأوروبي، مدفوعاً جزئياً بالشكوك بشأن “ستارلينك” وماسك، 2.4 مليار يورو، أي حوالي 2.6 مليار دولار، العام الماضي، لبناء كوكبة أقمار صناعية للاستخدام المدني والعسكري.
ويوفر “ستارلينك” سرعات تنزيل الإنترنت عادة بحوالي 100 ميغابت في الثانية، مقارنة بالعديد من خدمات الخطوط الأرضية. وتفرض “سبيس إكس” عموماً على العملاء الأفراد حوالي 600 دولار لكل محطة تتلقى اتصالاً من الفضاء، بالإضافة إلى رسوم خدمة شهرية تبلغ حوالي 75 دولاراً، مع ارتفاع التكاليف للشركات والحكومات.