بعيدا عن أي مقدمات أو مواربات أو لعب في المنطقة الرمادية…يعتبر مضيق باب المندب من أهم الممرات المائية العالمية للتجارة والملاحة الدولية.
أنه رئة وهمزة وصل ومرور بين جنوب غرب آسيا وأوروبا وبالتالي الى لعالم كله.
المضيق الذي يقع على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن ويتصل شرقا بالبحر العربي وغربا بالخليج العربي…هو محط إهتمام دول المنطقة والمجتمع الدولي وخاصة الدول العظمى التي تعتبر أمنه تأمينا لمصالحها الحيوية الهامة.
كان هذا المضيق ويجب أن يبقى كما كان تحت سيطرة الجنوب العربي أيا كان مسمى دولته ونظام حكمه، بغض عن كل الإجراءات الإدارية والديموغرافية التي حاول فرضها نظام7/7.
لذلك فهذا المضيق والمنطقة المحيطه به بالنسية للجنوب يرتقي إلى مستوى مصلحة البقاء ، ومصلحة البقاء كما يفهمها الاستراتيجيون هي أعلى درجات المصلحة.
تبدأ درجات المصلحة بالترتيب من الأدنى إلى الأعلى:
١- مصلحة ثانوية
٢- مصلحة رئيسية
٣- مصلحة حيوية
٤- مصلحة بقاء
صحيح أن المنطقة المحيطة بباب المندب تضم من الشرق إلى جانب الجنوب اليمن ومن الغرب جيبوتي وارتيريا…لكن الجنوب هو صاحب الحق الأول تاريخيا وجغرافيا وقانونيا من خلال جزيرة ميون التي تتوسط المضيق وتسيطر عليه سيطرة مباشرة، وتتبع لمديرية المعلا من عاصمة الجنوب عدن ، وكذلك هو حال خليج عدن وعدد كبير من جزر البحر الأحمر منها ارخبيل حنيش.
كنت قد ناقشت مطولا عدد من المختصين والخبراء والمهتمين وكبار القادة من الشمال والجنوب منهم اللواء الركن علي محمد صالح واللواء طيار قاسم عبدالرب…وأكد لي هذه المعلومات أيضا الرئيس الأسبق علي ناصر محمد الذي كان أول محافظ للجزر بعد استقلال الجنوب مباشرة.
أردت توضيح وتأكيد هذا بالذات بمناسبة الجدل الذي دار وما زال يدور حول استحداث موقع من قبل مجموعة عسكرية قيل انها تتبع العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح قائد ألوية حراس الجمهورية، على مقربة من مفرق المندب والمخا وبالقرب من ذباب…قبل أن يتم الضغط الشعبي في مديريات الصبيحة خاصة والجنوب عامة وتنسحب هذه المجموعة.
ووفقا لمعلومات من مصادر موثوقة في وزارة الدفاع أن هذا الموقع كان إلى فترة قريبة ضمن نطاق سيطرة أحد الألوية الجنوبية الذي انتقل إلى قرن الكلاسي أبان مواجهات شقرة، ثم انتقلت السيطرة على الموقع مباشرة إلى اللواء ١٧ عمالقة جنوبية.
من باب الإنصاف يجب التأكيد أن هذا الموقع الجاري الحديث عنه، يقع في منطقة حدودية بين الجنوب واليمن، لكن أي تواجد غير جنوبي فيه يمكن أن يشكل تهديدا ناريا على جزيرة ميون التي تتحكم بمضيق باب المندب…وهنا كانت حساسية وخطورة الحدث بالنسية للجنوبيين، الذين لم يهدأ لهم بال إلا بعد انتهاء هذه الأزمة التي قد تكون جس نبض أو مفتعلة لتشتيت الجهود والأنظار نحو شبوة ووادي حضرموت إضافة إلى أزمة وحرب الخدمات في عدن ومحاولة إجراءات مقايضات ومساومات باطلة هي مرفوضة مسبقا لدى الجنوبيين.
خلاصة الخلاصة ينبغي رفع الجاهزية القتالية واليقظة لدى القوات الجنوبية للسيطرة على كل شبر من ارض الجنوب وخاصة تلك المواقع بالغة الأهمية والخطورة التي لا يستقيم الجنوب إلا بها.