قدر لشعب الجنوب العربي أن يقدم التضحيات تلو التضحيات من أجل مكافحة الجماعات الارهابية ، وخاصة تنظيم القاعدة الذي بدأ نشاطه في الجنوب منذ إعلان “تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب” على إثر اندماج بين تنظيميْ القاعدة في كل من السعودية واليمن في بدايات عام 2009، بعد تشديد السلطات السعودية ملاحقة عناصر التنظيم داخل الأراضي السعودية، مما دفع بهم إلى اللجوء إلى الأراضي اليمنية، مستفيدين من الوضع الأمني المترهل في البلد وحالة حروب صعده في الشمال.
لكن الأهم والسبب الرئيسي يعود إلى رغبة نظام علي عبدالله صالح حينها في تسليط هذا التنظيم ضد الحراك الجنوبي والقيادات الجنوبية.
وما زال الكثير يتذكرون تهديداته وابتزازه للجنوب وللاقليم والمجتمع الدولي، من أن “البديل لوحدته- التي فرضها على الجنوب بعد حرب ١٩٩٤م- هو الارهاب”
ولم تتوقف من حينها عمليات استهداف القيادات الجنوبية على يد عناصر تنظيم القاعدة بدءا من الشهيد اللواء سالم قطن الذي قاد معركة تحرير محافظة أبين من تنظيم القاعدة (أنصار الشريعة)عام ٢٠١٢م وانتهاءا بالشهيد العميد عبداللطيف السيد الذي ابلى بلاءا شجاعا في محاربة عناصر هذا التنظيم الإرهابي.
صحيح أن التنظيم كثف من عملياته أكثر بعد الاطاحة بالرئيس الاسبق علي عبدالله صالح الذي تهاونت بل تعاونت أجهزة أمنه في تسليم محافظة أبين للقاعدة عام ٢٠١١م …وكذلك فعلت أجهزته التي انضمت إلى الحوثيين في تسليم ساحل حضرموت للقاعدة عام ٢٠١٥م….مع ذلك استمرت عمليات التنظيم خلال الاعوام اللاحقة في استهداف القيادات والمصالح الجنوبية في تخادم جلي لا يخفى على لبيب مع نشاط الحوثيين وحزب الإصلاح ووفقا لتناسق وتخادم دقيق معهما.
القوات الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي حققت نجاحات ملموسة لم يسبق لها مثيل وكانت محل تقدير التحالف العربي والمجتمع الدولي في ضرب أوكار الإرهاب في كل محافظات الجنوب.
لكن الحرب ضد هذه الجماعات معقدة وطويلة ولك تستطع حسمها دول عظمى بامكاناتها الضخمة. هذه الحرب تختلف عن الحرب التقليدية في مواجهة جيوش أو جماعات نظامية ولها متطلباتها الخاصة.
كانت ومازالت قيادة الانتقالي والقوات الجنوبية بحاجة إلى أن تجري تقييمات دقيقة وبالتأكيد إصلاحات أمنية مطلوبة وعميقة لتجاوز الثغرات ورفع كفاءة أداء قوات مكافحة الارهاب والوحدات الأمنية وأهمها الاستخبارات.
وفي نفس الوقت هناك ضرورة ملحة لدعم التحالف العربي والولايات المتحدة وكل القوى المعنية بمكافحة الارهاب مطلوب دعمها للقوات الجنوبية بكل الوسائل والتدريب والتقنيات والمعلومات.
الجنوب لا يخوض حربا ضد الجماعات الارهابية من أجل الدفاع عن أبنائه فحسب بل وكذلك من أجل أمن واستقرار المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية البالغة وأمنها والملاحة الدولية..
كذلك ينبغي أن يكون معلومات أن الحرب على الارهاب ليست فقط عسكرية وامنية تخص القوات الجنوبية فقط، بل هي مهمة مجتمعية أيضا وثقافية…الأمر الذي يتطلب من أبناء شعبنا في كل المحافظات مساندة القوات الجنوبية بكل الوسائل والامكانات المجتمعية التي سيكون لها بإذن الله تعالى مفعولا قويا للقضاء على الارهاب جماعات وفكرا هداما وفي معاقله الرئيسية ومآويه.