كتبت / ولاء باهدى
منذ ما يقارب العامين وانا في بحث مستمر عن أفضل الأطباء أكانوا في عدن، الاردن، الهند او مصر وقابلت العديد والعديد منهم لعرض التقارير الطبية والأشعة والفحوصات للوصول الى نتيجة أفضل، وفي أحدى المرات ذهبت لزيارة طبيبة مقيمة في مدينة عدن ولم اقرر الذهاب اليها جزافاً وإنما بعد ما سمعت عنها الكثير من المدح سواءً في طريقة علاجها او مدى عبقريتها وأخلاقها..
وصلت الى مديرية المعلا وتحديداً الى عيادة متواضعة يوجد قوانين ولوائح للدخول الى الطبيبة ولا تشكل الوساطة هناك أي قيمة وكان ذلك اول ما شدني لان بلدي لا يحكمها سوا الوساطات حتى في الدخول الى الاطباء بعيداً كل البعد عن وجوب رحمة المريض الذي يعاني اكثر..
انبهرت حينما طلبت مني مساعدة الطبيبة والمسؤولة على ترتيب قائمة المرضى بدفع مبلغ الفان ريال للدخول، فلم يعد هذا المبلغ يُدفع في اصغر مستوصف او عيادة او حتى قيمة فحص بسيط، ولكن تخيلوا بآنها قيمة الدخول لعيادة خاصة لافضل متخصصة في مجال النساء والولادة والأورام في مدينة عدن..
دفعت المبلغ الرمزي واخذت ملف اوراقي وقرعت باب الطبيبة، سمحت لي بالدخول وحينما دخلت تفاجئت بطبيبة بشوشة الوجه باسمه، ضاحكة ترحب بي منذ دخولي بالكلمات الطيبة والودودة..
بدات بشرح الحالة وعرض الأوراق وبدأت هي بدورها بالتمعن في كل ورقة وفحص واشعه، لم تترك ورقة دون قرأتها وبعد الانتهاء بدأت بالسؤال والاستفسار عن اصغر التفاصيل..
شعرت بأني في حضرة وجود علمُ عظيم، هيبة، عبقرية، ذكاء، عطف ورحمة وأنسانية..
شرحت لها كل التفاصيل ومدى وجع وضعف المريض وبدأت هي بالدعاء لمريضي وحين خانتني قوتي وبدات عيناي بذرف الدموع، تركت مهنة الطب جانباً ومارست الانسانية البحثة، الانسانية التي اصبحت شبه منعدمه لدى اغلب البشر، تركت مشاعرها تتحكم بها واصبحت تعانقني وترمي في مسمعي اطيب الكلمات، تذكرني بنعم الله وبمدى قدرته على شفاء من لا يشفى بدات بدعمي نفسيا وشحذ همتي ومنحتني القوة لتكملة مرحلة العلاج الطويل دون النظر الى الخلف او الخوف من القادم ..
نادراً ما ستجد طبيب لا يركض خلف المال طبيب ينشر علمه بكل تواضع ويطبق العلم وكأنه وريث الرسل، يطبق ما تعلم في افضل دول العالم (المانيا) على ابسط شعب متواضع ومحدود الدخل ومتوسط العلم والثقافة دون ان يكون الغرض مادي فقط ..
انها الطبيبة الانسانة عصمت أحمد سعيد ذات الضمير الحي والعقل المنير والرحمة اللامتناهية ، في كل وقت وحين ستجدها حاضرة دون كلل او ملل، تجيب عن إي أستفسار لك دون ضجر، ستتواصل معك وتسال عن حال المريض وكأنه احد افراد أسرتها..
ما اجمل إنسانيتك وما أعظم علمك وما اروع أخلاقك ومبادئك وضميرك..
الف تحية فبمثلك تحيا الامم وترتقي ..