رسائل عديدة ودلالات كبيرة حملها حضور الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، للحفل الذي أقامته الجاليات الجنوبية في الولايات المتحدة وكندا على شرف زيارته الأولى لنيويورك.
الحضور كان مهيبا وواسعا، وحمل تأكيدا جديدا على حجم الحاضنة الشعبية التي يملكها المجلس الانتقالي، والتي لا تقتصر على الداخل الجنوبي لكن الجاليات الجنوبية في الخارج تشارك أيضا في ملحمة التضامن وراء المجلس.
هذا الحدث الشعبي الذي يملك دلالات سياسية كبيرة، تضمن إرسال الرئيس الزُبيدي العديد من الرسائل للشعب الجنوبي، بينها التعبير عن التقدير لحجم الحفاوة التي لاقاها خلال زيارته لنيويورك، قائلا إن اللقاء مثل فرصة لتبادل الآراء والأفكار، ومشاركة الهموم والتطلعات عن كثب.
حرص الرئيس القائد على تأكيد أهمية دور المواطن الجنوبي، قائلا إنه يلعب دورا محوريا في دعم الحركة الوطنية الجنوبية، وذلك منذ اندلاع الثورة الجنوبية التحررية، وهو ما يؤكد الارتباط الوثيق بين المواطن الجنوبي ووطنه.
ويعول المجلس الانتقالي على دور المواطن الجنوبي سواء في الداخل أو في الخارج في استكمال مسيرة النضال الوطني، حيث أكّد أن دور أبناء الجنوب في كل مواطن الاغتراب ومنها الولايات المتحدة بارز ومشهود في كل المراحل التي مرّت بها ثورتنا التحررية الجنوبية.
الرئيس أكّد أنه يتم التعويل حاليا على الشعب الجنوبي لمواصلة مسيرة النضال الوطني التحرري الرائد، من خلال المشاركة الواسعة بخبراتهم التي اكتسبتموها في النهوض التنموي والاقتصادي للجنوب وبناء مؤسسات دولته.
وأشار إلى أن التاريخ وتجارب الشعوب الأخرى التي مرّت بذات النضال والكفاح التحرري الشاق والمرير الذي يمر به الجنوب اليوم، تؤكد أن معظم الثورات التحررية الوطنية التي شهدها العالم منتصف القرن الماضي، ما كان لانتصاراتها أن تتوج ببناء الدول، لولا إسهامات وأدوار أبنائها في المهجر.
أكّد الرئيس كذلك لأبناء الجالية، أن عوامل نهضة الشعوب وتطورها، تقوم على قيم التعايش والتنوع والقبول بالآخر واحترام النظام والقانون والتنافس في الإبداع والابتكار الخلاق خدمة للوطن والإعلاء من شأنه ومكانته.
قناعة المجلس الانتقالي بدور شعبه وتحديدا أبناء المهجر، جزء من الصورة التي تسود على الجنوب في الوقت الحالي، والتي تتضمن تكاتفا جنوبيا على كل المستويات.
هذه الصورة تُؤكد مجددا، أن المجلس الانتقالي يقود مشروعا وطنيا بامتياز، يقود فيه مسيرة ونضال شعبه نحو استعادة دولته، وليس مجرد طرف سياسي أو كيان حزبي كما يُراد تصويره من قِبل الأطراف المعادية.
ودائما ما يثير التلاحم الشعبي وراء المجلس الانتقالي حالة من الفزع لدى أعداء الجنوب الذين يستهدفون ويحاولون إقصاء الجنوب من العملية السياسية مع العمل على تشويه المجلس الانتقالي.