عندما يتوقف التعليم الجامعي في أي دولة من دول العالم، تعلن الدول المتقدمة حالة الاستنفار، فتجتمع الحكومة، ويكاد يتساقط أعضاؤها، وتتململ كل شرائح المجتمع، فتوقف الجامعات عن أداء عملها ليوم واحد كارثة بالنسبة لهم، ونحن لدينا حكومة كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالإضراب يدخل أسبوعه الثالث، ولم يتنحنح رئيس الحكومة، ولم يتململ وزير التعليم العالي، ولم تتحرك أكبر رئاسة على وجه الأرض والمكونة من ثمانية أشخاص، ولكنهم للأسف لم يقدِّروا دور الجامعات في نهضة الأوطان، لهذا دعمموا مع الحكومة، وكأنه لم يحدث شيء.
ماذا ستقول يا دكتور معين لمن حولك من الخليجيين إذا سألوك عن الإضراب؟ هل ستقول لهم: إنهم يطالبون بإعادة رواتبهم إلى قيمته قبل الحرب؟ هل ستقول لهم إنها سلبت أراضيهم، ولا أستطيع أن أوجه لهم؟ هل ستقول: إن هناك أساتذة وموظفين يعملون ببلاش منذ سنوات عديدة؟ هل ستقول لهم: إن الأستاذ الجامعي أهين في عهدكم؟ لو قلت لهم ذلك، فسيمسحون أيديهم منك، وسيقولون آن لنا أن نتركك ولا يسرنا أن نتحدث معك بصفتك الحكومية.
يا سادة: حكومة معين حكومة كارثة بكل ما تعنيه الكلمة، فلم تقدم للشعب غير الوهم، والطلعة والنزلة، وأجمل ما في هذه الحكومة ربطة العنق والبدلة، والتنعيم، فهل من المعقول أن تمر ثلاثة أسابيع على إضراب الجامعات الحكومية ولم تحرك هذه الحكومة المجخية ساكنًا؟
ماذا ترجون من معين وحكومته، وقد سافر والجامعات مضربة، ولو أننا في بلد آخر لعاد رئيس الحكومة لهذا الأمر الجلل، ولأعلنوا حالة طوارئ في البلاد، ولصاح رئيسهم، يا للكارثة، ولكن حكومتنا كارثة حكومة، حكومة لا هم لها إلا الركزة على الكرسي، ولا هم لها إلا السفريات لحصد أكبر مبلغ من المال كنثريات، فارحموا معين وخففوا عنه وحلوا حكومته، وليعد للتدريس في الجامعة لعله يتذوق مرارة شظف العيش.