22 مايو..كان يوما مشؤوما على الجنوب يغلي بالصدور وحارقا للأكباد من عام 1990 م أحرقت أبناء الجنوب العربي في دواخله الوجدانية فأمتدت مهالكه الشيطانية للعراق والكويت فكان بحق عام شؤم للعرب أجمع حينما تعمى الأبصار لإزالة أمة من الخارطة ولكن أبت الاطالس إلا أن تبقى الكويت والجنوب العربي والعراق راسخة مهما كانت حجم المؤامرات كبيرة وجسيمة على النفس الانسانية.
هكذا كانت الخارطة ومازالت بالاطالس موجودة بحدودها وبخصائصها الجغرافية محفورة ولن يستطيع أحد زحزحتها مهما كانت قوة الاحتلال وجبروته، فأنتصرت الكويت وسينتصر الجنوب وشعبه حتما، بإرادته ومطلبه الثابت بوجدانه وبهويته الراسخة بدمه وروحه.
جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كما شاءت لها الأقدار أن تسمى، ولكن لم تستطع محو الجنوب العربي من أذهان التاريخ مهما يكن كما لم يكن فصلي عنه، فقد سقطت دولا لها شأن كبير وأزيلت وحفظت بالاوراق مكتوبة كصفحات بين دفات الكتب موصومة بالرقم قد يطويها الزمان وقد تأكلها الأرضة ويبقى الوطن لا تعتريه الرياح والاعصار في شدتها ولا لعوامل التعرية من أثر، ويظل الأطلس حافظا للحقوق بالارض ثابتا وشاهدا وللشعوب لتقرير المصير له مالكا، ولم يكن يوما أبناء الجنوب أوصياء لأحد، تملى له الإملاءات ولن تكون الوحدة كتابا مقدسا ولا فرضا يؤذن له، فمتى تكون مهالك الشيطان محاسن للبشر؟! عجبي لتلك الأبصار يوم تعمى ولتلك البصائر حين تبهم!!
من حق أبناء الجنوب ان تختار مصيرها حينما تغدر من القريب وليس عيبا ان تتفق مع البعيد لتبادل المصالح وتحترم فيها المواثيق وتزكى السيادة بموجب الاعراف بين الدول والأمثلة كثيرة وعلى الجنوبيين أن يأخذوا منها الدروس والعبر خاصة اننا اليوم في عالم ينشأ لا يقبل فيه الخامل القابع في مكانه ولا الطفيلي الذي لا يشبع من طلبه.
جمهورية….. الديمقراطية الشعبية أسم لدولة قبل ان يدخله الشيطان الأكبر،، والجنوب العربي عاصرته الازمان طوال العصور بمراحل الأول.. ليس فرعا من شجرة قات لا يبرح فيها طائر وتأبى حتى البهائم ان تستظل بظلالها، سواء كان ممتدا أو قائما، لان الجنوب حضارة منحوتة بالصخور الصماء وما زالت فلن يمحيها من اراد لها الشر ولن يستطع أبدا، مهما أنشأ وكون، وجمع فأجمع، فالجدار المائل آيل للسقوط حتما، والأفعال بالارض لها آثار للوطن صيانة وسدود ودروع وحصون.
إن الوحدة مع صنعاء لم يكن الشعب الجنوبي ضالعا فيها، لانها قائمة على اسس حزبية والحزبية عادة تكتنفها الوعيد والتهديد لمن يعارض مبادئها.. ولكن مالبثت ان سقط القناع عن وجهها فظهر قبحه وأطماعه وتسلطه وعنصريته وتنصله من كل ماتم الاتفاق عليه، وهذه صفات لا يتصف بها إلا شيطان فكان الشعب ضحية حينما تعمى الأبصار.
وفي مثل هذا.. من حق الشعب بالجنوب أن يثور مطالبا باستعادة دولته بحدودها قبل 21مايو من عام 1990م ومن حقه اختيار من يمثله لدفع مسيرة استعادة الدولة بكامل سيادتها وهويتها فكان الانتقالي خيارا له من بطن المليونيات الاحتجاجية التي تعددت طوال مراحل الثورة الشعبية برغم التحديات والتشكيك والصعوبات والضغوطات، قدمت خلالها الشهيد تلو الشهيد اثناء المواجهات مع قوى الاحتلال أو بالغدر الجبان من قوى الشر.
أمام هذه الامواج المتلاطمة والرياح العاتية وصريرها إلا أن سفينة الثورة لاستعادة الدولة أبت عن الوقوف وظلت تمخر الامواج بقيادة ربان السفينة عيدروس غير عابئ بهديرها ولا بصرير الرياح مهما كانت شدتها إلا بتحقيق الهدف الذي ينشده ابناء الجنوب أجمع.
إن حق المصير حق شعبي بموجب القوانين التي اجمعت عليها الدول، فالجنوب دولة ذات سيادة مستقلة وذات وجود بالأمم المتحدة، دخلت في وحدة غير متكافئة فرضت بموجب مبادئ حزبية فليس للشعب له فيها خيار،لذا فهو غير معني بالقرارات الاممية ولا بالمادة السابعة أو غيرها فتلك قرارات خصت بها جماعة الحوثي التي تمردت على الشرعية وأخذت زمام الحكم بها معلنة بدولة وعاصمتها صنعاء لها دستورها الخاص بها، ولأجل ذلك شنت الحروب ومازالت قائمة، فما ذنب الجنوب في تمرد الحوثي على الحكومة الشرعية وأعلان دولة باليمن لهم؟!
انتهت الوحدة بقبحها وغدرها بإنتهاك للاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات المتصلة بها ووفاة الاطراف الموقعة بأقلام قد كسرت منذ زمن، فكانت حطبا للنار تم إلتهامها.
إن ما يدور ويجري تماطل للشعب في حقه.. ومن حق الشعب من المهرة الى باب المندب ان يترجل لاستعادة دولته وهويته وآن له ذلك ولا خيار له غير ذلك، ومن حقه ان يتحالف مع من يشاء في ظل تبادل المصالح والمنافع بين الدول.
الانتقالي يمثلنا وعيدروس قائدنا ورئيسنا واستعادة الدولة مطلبنا وأمننا واستقرارنا.