أكد نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، علي فيصل، أن حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قرب التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة، هو حديث يهدف للتخفيف من نقمة أهالي الأسرى الإسرائيليين، نظراً لوجود ضغوط كبيرة على حكومة بنيامين نتنياهو والجيش الإسرائيلي، الذي لم يوفر أي مناخ لإطلاق سراح رهائنه.
وفي حديث لإذاعة “سبوتنيك”، قال فيصل: “الجيش الإسرائيلي فشل في عمليته العسكرية على الرغم من استخدامه القوة المفرطة، ولا خيار أمامه سوى تبادل الأسرى مع “حماس”، مشيرًا إلى أن “المقاومة الفلسطينية قالت بصريح العبارة إن عملية التبادل يجب أن تكون مسبوقة بوقف كامل لإطلاق النار، وإدخال المواد الغذائية والطبية إلى غزة، فضلا عن إعادة انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع”.وأضاف فيصل: “حديث الولايات المتحدة بأنها لا تريد وقف إطلاق النار بل وقفات إنسانية لتمرير المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين، هو ذر للرماد في العيون، إذ ترفض تل أبيب وواشنطن والغرب أجمع إنهاء الحرب في غزة أو إدخال الدعم الإنساني إلى القطاع، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تدّعي هذه المزاعم لمواجهة نقمة الرأي العالمي ضدها، بعد الاحتجاجات التي انطلقت في كل مدن العالم تنديدا بالقرارات الأمريكية وموقفها من العدوان الإسرائيلي”.وأضاف أن “الموقف الأمريكي مشارك في العدوان على غزة، وأن واشنطن تسعى للحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط، لذا تقدم كل أشكال الحماية الدولية لتل أبيب وتستخدم الفيتو أكثر من مرة في مجلس الأمن الدولي لإسقاط أي مشروع يدعو إلى وقف إطلاق النار”، مشيرًا إلى أن “الإدارة الأمريكية تريد إسرائيل قوة لتسيطر على الممرات المائية والنفط في الشرق الأوسط، ورسم خارطة جديدة للمنطقة تحت شعار “شرق أوسط خالٍ من المقاومة”.ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتبنى مفهوم “الصهيونية”، ويوقد الشموع في الاحتفالات لكسب الصوت “الصهيوني” في انتخاباته القادمة لتجديد ولايته، مؤكدًا أن “الخلافات الحالية في الولايات المتحدة تنعكس سلبا على الرأي العام الأمريكي، الذي يريد وقف إطلاق النار ووقف المجازر في غزة، إذ اكتشف الأمريكيون أن دولتهم عنصرية، ودولة عدوان وحرب وتجويع وقتل وإرهاب”.وأشار إلى أن وجود ارتباك في الإدارة الأمريكية تُفسر باستقالة موظفين من وزارتي الدفاع والخارجية، لأن الأمريكيين باتوا يرَون أنهم ليسوا سوى أسرى لإسرائيل، التي تكبدها خسائر اقتصادية فادحة.
وجدد تأكيده أن الولايات المتحدة دولة إمبريالية واستعمارية وداعمة للإرهاب، وتستغل الحروب على حساب رفاهية سكانها، ولا تستجيب لأي مطالب دولية أو شعبية أو عربية.وأشاد فيصل بالدور الروسي وموقف الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي يدعو على الدوام إلى إحلال السلام في المنطقة، فضلا عن تأييده مشروع قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن الدولي وإقامة دولة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس، وموسكو لا تزال حتى اللحظة تتمسك بالقضية الفلسطينية، وتدين الاعتداءات والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين ولن ترضى بتهجيرهم من أراضيهم.
وأكد أن روسيا لطالما دعت إلى الالتزام بالشرعية الدولية، كما سعت لتحشيد الرأي العام الدولي وتوجيهه نحو الصواب، فضلا عن رغباتها الدائمة في عقد مؤتمرات دولية، بحضور الدول الخمس الكبرى (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، أمريكا) لحل الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط.