وكأنما رحلت في الأمس , وكأنه لم يمر عام كامل على رحيلك عنا، حيث ودعتنا وودعت هذه الحياة الفانية التي لاطعم لها ولا رائحة بدونك ، في مثل هذا اليوم ، صباح يوم عيد الفطر من العام المنصرم، رحيل فاق كل رحيل، ونبأ لم يكن مثل كل الأنباء التي ألفناها ، في زمن كثرت فيه الانباء، وتعددت فيه الحوادث والأحداث… كان لرحيلك المبكر عن دنيانا فقيدنا العزيز احمد ناشر ،وقع حزين ومؤلم لم يكن في الحسبان، لأنك رحلت عنا بغتة ، وأختطفتك يد الأقدار بصمت ، من وسط افراح عيدنا الذي حولته برحيلك الى صدمة حزن عميق ،لم نفق منها حتى هذه اللحظة…….
أخي لقد كنت للشموخ عنوانا فريدآ, وامتلكت سيرة حياة اجتماعية ونضالية تعجز عن وصفهامفردات معاجم اللغة .. كنت تملأ الأرض حضورا وهيبة ومهابة ..
كنت واحدآ من الذين صنعوا المجد ، ونذروه لمواكب المناضلين، السائرين بكبيرياء وشموخ وزهد في دروب الحرية والأنعتاق.. لم أستوعب رحيلك للحظة ، أكتب وأكتب موقنا أني لم ولن اجد كلمات تفيك حقك ، وتعبر عن عظم مصابي برحيلك…
فراقك صعب اخي وقائدي ، لم اكن أعلم انك ستغادر بهذه السرعة،،كنت أرى في تجاعيد وجهك اصرارا على البقاء معنا في كل يوم وكل عيد.، لكن القدر كان له رؤية اخرى ،فكان أسرع ،وحكم الله كان قاض ولا راد لما قضاه الرحمن وقدره،، إنا لفراقك لمحزونون ، ولا نملك لك أخي سوى الدعاء في ضهر الغيب…
أللهم أرحم روح تراها ولا نراها ، وتغمدها برحمتك ، واسكنها جناتك الواسعة ، مع الانبياء والشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا ….