توقّعت مصادر سياسية يمنية أن يشهد الملف اليمني خلال الفترة القريبة القادمة تطورا على صعيد جهود التسوية السياسية التي تعمل الأمم المتحدة بالتعاون مع قوى إقليمية على إرسائها، مشيرة إلى احتضان العاصمة العمانية مسقط اجتماعا وشيكا بين الفرقاء اليمنيين، وصفته بالهام. وعادة ما تحيط سلطنة عمان جهودها للوساطة في الملفات الشائكة والمعقّدة بقدر من الكتمان حرصا على إنجاح وساطتها وحماية لها من التشويش السياسي والإعلامي، لكنّ لقاء جمع مؤخّرا بين سلطان عمان هيثم بن طارق وأمين عام الأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش في مسقط جعل مراقبين يتوقّعون أن تعيد السلطنة تحرّكاتها لكسر جمود المسار السياسي في اليمن وتخليصه من تأثيرات التصعيد الجاري في المنطقة. وأشاد غوتيريش خلال اللقاء بدور السلطنة في “تعزيز الحوار والتعاون متعدد الجوانب في المنطقة وما وراءها، بما في ذلك اليمن”، وفق ما ذكره مكتب الناطق باسم الأمين العام الأممي. وبنت المصادر توقّعاتها علىحدثين وصفتهما بالمهمين واعتبرتهما مؤشّرين على رغبة الأطراف المتدخّلة في الملف اليمني في التهدئة وإفساح المجال أمام الجهود السياسية. وتمثّل الحدث الأوّل في قيام جماعة الحوثي بمبادرة إطلاق مجموعة من الأسرى والمحتجزين المنتمين إلى معسكر الشرعية اليمني، بينما تمثّل الثاني في تسيير أول رحلات جوية مباشرة بين صنعاء ومدينة جدّة لنقل الحجيج، وذلك لأوّل مرّة منذ بدء الحرب في اليمن قبل نحو عشر سنوات. وحفّت بمبادرة إطلاق الأسرى المواقف المشكّكة في صدق نوايا جماعة الحوثي من قبل جهات مشاركة في الشرعية بدا أنّها متأثرة بوجود أسرى تابعين لها في سجون الجماعة، على غرار حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين الذي يشنّ حملة منفصلة لإطلاق سراح القيادي فيه محمد قحطان الأسير لدى الحوثيين منذ سنة 2017. لكن انفتاح المجال الجوي أمام الرحلات المباشرة بين صنعاء وجدّة حمل مؤشّرات على تمسّك المملكة العربية السعودية بخيار حلحلة الصراع اليمني سلميا، وإصرارها على الإبقاء على قناة التواصل مع الحوثيين مفتوحة بمعزل عن تصعيدهم في البحر الأحمر وتحركاتهم العسكرية على جبهات القتال مع معسكر الشرعية والهادئة نسبيا بفعل الهدنة التي مازالت صامدة عمليا منذ أكثر من سنة على الرغم من عدم تجديدها بشكل رسمي.