في حلقة نقاش أقامها مركز سوث24 للأخبار والدراسات، شارك عدد من الخبراء والسياسيين في تقديم رؤى حول مستقبل الجنوب والتحديات التي تواجهه.
الخبير في شؤون الشرق الأوسط، د. نايل بارتريك، أشار إلى أن “المجلس الانتقالي الجنوبي يتصدر مساعي استعادة دولة الجنوب، لكنه يواجه مشكلات وتعقيدات على مستويات مختلفة”، مما يفرض تحديات تتطلب حلولاً متعددة.
الصحفية والمؤلفة كارين دابروفسكي شددت على أن “إجماع داخلي على استعادة دولة الجنوب أمر ضروري مهما تباينت الآراء”، مضيفة أن “اكتساب الاعتراف الدولي مهم بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي لاستعادة الدولة، لكن هذا قد لا يكون متوافقًا مع المزاج العالمي الحالي”، مما يعكس تحديات إضافية في مسار تحقيق هذا الهدف.
وأضافت دابروفسكي: “إذا أراد الجنوبيون استعادة الدولة، فإن الطريق الوحيد هو إعلان ذلك من طرف واحد، ولكن المجتمع الدولي قد يتخلى عنهم”. كما تساءلت: “إذا لم يحدث إعلان الدولة الجنوبية الآن، فمتى؟ سيكون اليمن دولة منسية مع عقد جديد من الصراع”.
السياسي الجنوبي د. عبد الجليل شايف أكد أن “المجلس الانتقالي شارك في الحكومة والمجلس الرئاسي بهدف العمل المشترك مع المجتمع الداخلي والإقليمي والدولي”، مشددًا على أهمية التعاون في هذا الإطار. وأوضح شايف أن “اليمن ليست موحدة اليوم، فهناك حكومتان وبنكان مركزيان، والحوثيون هم من يرفضون الوحدة والشراكة الحقيقية. ولا خيار للجنوب إلا الاستقلال”.
المديرة التنفيذية لمركز سوث24، فريدة أحمد، صرحت بأن “القوات الجنوبية أكثر تنظيمًا من غيرها، لكنها تواجه مزيجًا من التحديات العسكرية والأمنية التي تربك أي قوة منظمة”. وأشارت إلى أن “المجلس الانتقالي الجنوبي لم يستفد من شراكته مع الحكومة في برامج المنح والإيفاد العسكري إلى الخارج”، مما يعد فرصة ضائعة في تطوير القدرات العسكرية الجنوبية.
وفي سياق متصل، قال السياسي الجنوبي عمرو البيض: “نواجه في المجلس الانتقالي الجنوبي مشكلة في صنع القرار نتيجة وجودنا ضمن المجلس الرئاسي مع القوى الشمالية”، مضيفًا: “ما نسعى إليه هو دولة فيدرالية وليس دولة مركزية، وهذا قد يعالج المخاوف أو الشكوك ويؤكد على تجنب أخطاء الماضي”.
تحليل المشهد: المجلس الانتقالي الجنوبي بحاجة لتعزيز التواصل مع القوى الجنوبية الأخرى لبناء توافق داخلي قوي، مع مراعاة التحديات الدولية والإقليمية. التحدي الأكبر يبقى في كيفية تحقيق الاستقلال الجنوبي مع الحفاظ على الاستقرار الداخلي والإقليمي والدولي، خاصة في ظل التحذيرات من أن استمرار الصراع