أفادت وسائل الإعلام الحوثية أن التحالف الأميركي البريطاني شنّ 7 من الغارات الجوية التي استهدفت عدة مواقع في محافظتي عمران وصعدة في العربية اليمنية٠
وقالت مصادر إن القصف الجوي طال منشآت تحت أرضية لتخزين الصواريخ والعتاد الثقيل، مضيفة أن هذه الغارات تأتي بعد يوم واحد من شنّ 10 غارات جوية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة عمران اليمنية٠
وفي تعليق على هذا التصعيد، اعتبر محللون عسكريون أن عمليات القصف الأخيرة تحمل دلالات استراتيجية تتجاوز مجرد الهجمات الجوية التقليدية٠
حيث أشاروا إلى أن كثافة الغارات، خصوصاً في ساعات الفجر، قد تكون بمثابة تمهيد لمعركة أكبر على الأرض، تهدف إلى إضعاف قدرات الحوثيين بشكل تدريجي تمهيداً لاستعادة المناطق التي يسيطرون عليها٠
وقال المحللون: “التحولات على الأرض تشير إلى أن هناك توجهاً عسكرياً جديداً يركز على إضعاف الحوثيين من الجو، بينما يتم الاستعداد لعمليات برية قد تشهدها الحديدة قريباً٠
وأكدوا أن وجود أنفاق وخنادق في مدينة الحديدة يعكس استعدادات الحوثيين لمعركة محتملة، خاصة في ظل التوجه الأميركي والغربي بتقليص نفوذ الجماعة٠
وبحسب محللون، فإن العملية العسكرية الكبرى لتحرير الحديدة ستعتمد بشكل كبير على “قوات النخبة” أثبتت كفاءتها في معارك سابقة ضد الحوثيين في مناطق عدة، مثل محافظات مأرب وتعز والساحل الغربي٠
وتشير التوقعات إلى أن هذه القوات ستأخذ دوراً مهماً في معركة الحديدة، التي يُنظر إليها باعتبارها النقطة الاستراتيجية الحاسمة نحو استعادة العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المناطق اليمنية٠
وعلى الصعيد السياسي، يرى البعض أن ما يحدث في اليمن الآن ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو جزء من خطة أكبر لإعادة تشكيل خريطة المنطقة بما يتوافق مع مصالح الدول الكبرى٠
حيث يُتوقع أن تكون معركة تحرير الحديدة جزءاً من تصعيد شامل يستهدف تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، تمهيداً لانتقال المنطقة إلى مرحلة جديدة من التعاون الأمني والاقتصادي بين دولها٠
في هذا السياق، اعتبر محللون أن هذا التصعيد الجوي ليس إلا بداية لمرحلة جديدة عنوانها “التحرير” عبر تحالفات عسكرية تستند إلى قوى محلية جنوبية، والتي سيكون لها دور بارز في تطهير المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وأهمها الحديدة٠
ويختتم المراقبون بالتأكيد على أن المعركة المقبلة لن تقتصر على الطائرات الحربية فقط، بل ستكون تحولاً جوهرياً في الصراع اليمني، تتقاطع فيها مصالح القوى العالمية مع تطلعات الشعب اليمني لاستعادة أمنه واستقراره٠