قال تحليل نشرته مجلة “فورن بوليسي @ForeignPolicy” للكاتب جيمس كرابتري إنه “أصبح من الواضح أن أجندة ترامب الاستراتيجية تجاه الصين أكثر اتساعًا من ولايته الأولى، كما أن غرائزه التفاوضية قد تدفع سياساته في اتجاهات ستكون محل ترحيب كامل من الصين.”
وأضاف التحليل أن “ولاية ترامب الثانية، من منظور بكين، تمنح فرصًا غير متوقعة يمكن استغلالها. رغم أن أنصار النهج المتشدد تجاه الصين قد يشيرون إلى بعض النجاحات المبكرة، إلا أن التوجه العام لسياسة ترامب الخارجية قد يكون في صالح الصين على المدى الطويل.”
وأشار التحليل إلى أن “توجه إدارة ترامب نحو تقليل التركيز على الأمن الأوروبي لصالح الأولويات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، قد يسهم في تعزيز نفوذ الصين. كما أن تعامل ترامب القاسي مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة قد يضعف النظام التحالفي الذي تسعى بكين منذ فترة طويلة إلى تقويضه.”
واعتبر أن “سياسة ترامب القائمة على الصفقات الكبرى تثير قلق حلفائه وتمنح الصين مساحة للمناورة. فقد أشارت تقارير إلى أن ترامب يبحث عن صفقة كبرى مع روسيا بشأن أوكرانيا، مما قد يعزز التحالف الصيني-الروسي ويؤدي إلى توتر العلاقات بين واشنطن وأوروبا.”
وأوضح التحليل أن “خطط ترامب المثيرة للجدل، مثل السيطرة على قطاع غزة، أثارت توترات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، مما يوفر للصين فرصة لتعزيز علاقاتها مع هذه الدول.”
لافتًا إلى أن “خطط ترامب لإضعاف الوكالات الاستخباراتية الأمريكية وتسريح كبار القادة العسكريين قد تؤدي إلى إضعاف قدرة واشنطن على المنافسة الجيوسياسية، وهو ما يصب في مصلحة بكين.”
وأردف التحليل أن “أكبر فرصة للصين تكمن في احتمال عقد صفقة مع ترامب بشأن تايوان، إذ يُعرف بأنه براغماتي وقد يكون مستعدًا لتقديم تنازلات في مقابل مكاسب اقتصادية.”
وخلُص التحليل إلى أن “بكين لن تعلن علنًا أنها ترى في ولاية ترامب الثانية فرصة سانحة، بل ستواصل خطابها الدبلوماسي بضرورة احترام المصالح الأساسية للطرفين. وهي تدرك تمامًا أن انسحاب الولايات المتحدة من الساحة العالمية يفتح لها المجال للتمدد وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.”