.الصدارة سكاي / متابعات
يُعَدّ تنظيم الإخوان المسلمين ( الإصلاح) واحدًا من أكثر الجماعات السياسية إثارة للجدل في اليمن، حيث يبرز حضورهم في صراعات متعددة، فما يلفت الانتباه هو نمط متكرر في سلوكهم وهو المشاركة النشطة في الخلافات السياسية، غالبًا بتحالفات سريعة التغيّر، تليها خسائر متتالية دون تعلّم واضح من الأخطاء.
ويمتلك الإخوان شبكة مالية وإعلامية قوية، تمكّنهم من تعبئة الرأي العام ودعم تحركاتهم. وغالبًا ما يستخدمون هذه الأدوات لفرض أنفسهم في صراعات ليست بالضرورة ذات أولوية لهم، فقط لتظهر صورتهم كقوة مؤثرة.
هذا السعي لإثبات الوجود قد يُكسبهم حضورًا مؤقتًا، لكنه يكلفهم خسارة المصداقية على المدى الطويل، خاصة عندما تُفضي تحركاتهم إلى نتائج عكسية.
الأكثر إثارة للدهشة هو عدم استفادة الإخوان من هزائمهم المتكررة، فتجاربهم في الجنوب تُظهر إصرارًا على تكرار نفس الأخطاء، المراهنة على تحالفات هشة، التدخل في صراعات دون تقدير كامل للتكاليف، والفشل في التكيف مع السياقات المحلية. هذا قد يكون نتيجة انقسامات داخلية أو ثقة مفرطة في قدرتهم على المناورة.
سيبقى الإخوان المسلمون الإصلاح في اليمن لاعبين يجيدون الحرفنة في المشهد السياسي لكنهم لا يسجلون أهدافًا، تحالفاتهم المتقلّبة وطموحاتهم غير المحسوبة تُكلفهم خسائر متتالية.
د. حسين لقور بن عيدان
