الصدارة سكاي : المسيمير – بسـ الطميري ـام
في مشهد مؤثر جسد أسمى معاني الوفاء والعرفان، قام اليوم عدد من العمداء من أساتذة وخريجي الدفعات الأولى والثانية والثالثة من كلية القوى الجوية والدفاع الجوي أبان دولة الجنوب “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” بزيارة العميد ماطر حيدرة مهدي في منزله بمديرية المسيمير بمحافظة لحج، لتقديم واجب العزاء والمواساة له في استشهاد نجله البطل نصر ماطر في جبهة المخا أثناء أدائه لواجبه الوطني.
وكان في استقبال الوفد أخو الشهيد النقيب شوقي ماطر، والأستاذ عبدالفتاح جمال رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمسيمير، والنقيب غسان الرفاعي نائب مدير أمن المديرية، والإعلامي بسام الطميري، والنقيب ماجد صالح محمود قائد كتيبة اللواء الاول مشاة، إلى جانب عدد من الشخصيات الاجتماعية والعسكرية.
وضم الوفد نخبة من القادة العسكريين الذين تتلمذوا على يد العميد ماطر أو زاملوه في مسيرته العسكرية، يتقدمهم العميد عبدالقوي محمد صالح الزبيدي مدير الأمن السياسي بمحافظة الضالع وقائد سرية الطلبة وأستاذ الكلية، والعميد عبدالرحيم التهامي مدير شعبة الاستخبارات بالضالع، إلى جانب العميد صالح صايل النائب الفني في اللواء 14، العميد علي محمد علوي، العميد فضل الرياشي، العميد ناصر مسعود النائب السياسي في اللواء 14، العميد محمد علي ابن خطيبي، العميد محسن محمد علي ريمي، العميد فيصل عبدالعزيز، العميد عباس صالح الرفاعي، العميد أحمد عبدالله شريع، العميد سمير سيف محسن، العميد محمد عبدالله عبدالرحمن، العميد محمد عبادي البلعسي، العميد إيهاب أحمد السقاف، العميد رؤوف حسن محمد، العميد قاسم محمود ميلط، إلى جانب عدد من الشخصيات العسكرية الأخرى.
وفي مستهل اللقاء، ألقى الأستاذ عبدالفتاح جمال رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمسيمير كلمة عن أسرة الشهيد وأبناء الحواشب رحب فيها بالضيوف كلا باسمه وصفته، واصفاً الزيارة بأنها لحظة وفاء بعد أربعين عاماً من العطاء والعلاقة الإنسانية المتينة بين الأستاذ وطلابه. وأكد أن هذه الزيارة تمثل شرفاً كبيراً لأبناء المسيمير والحواشب، الذين استقبلوا هذه الكوكبة من القادة العسكريين الذين تحملوا عناء السفر ليجسدوا أروع صور الوفاء والولاء.
من جانبه، ألقى العميد عبدالقوي محمد صالح الزبيدي كلمة نيابة عن الوفد الزائر وأساتذة وخريجي الكلية، قدّم خلالها واجب العزاء والمواساة للعميد ماطر حيدرة وأفراد أسرته وأبناء المسيمير كافة، مستذكراً الدور الوطني الكبير للأستاذ ماطر خلال مسيرته، حيث لم يكن مجرد مدرب وأستاذ عسكري، بل مربياً وقدوة للأجيال. كما ترحم على روح الشهيد البطل نصر ماطر، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، مشيداً في الوقت نفسه بدور أبناء الحواشب ومواقفهم الوطنية البطولية في مختلف محطات النضال والتضحية.
اللقاء الذي جمع الأستاذ بطلابه بعد أربعة عقود تحول إلى رحلة مؤثرة نحو الزمن الجميل؛ حيث تذاكر الحاضرون ذكريات الكلية ومواقفها، واستعادوا محطات العطاء التي صنعت علاقة إنسانية عميقة أساسها الاحترام والوفاء. مشهد العناق بين العميد ماطر وطلابه كان بمثابة تجسيد لمعنى الوفاء المتبادل بين جيل ضحى وأعطى، وجيلٍ يستمد من هذه القيم زاداً للاستمرار في درب التضحية والفداء.
واختتم اللقاء برسالة مؤثرة حملت في طياتها معاني التضحية والوفاء، موجهة إلى شباب اليوم وأجيال المستقبل، مفادها أن الوطن لا يبنى إلا بالعطاء الصادق والإخلاص، وأن دماء الشهداء ستظل منارة تهدي درب الأحرار. وأكد الحاضرون أن استشهاد نصر ماطر يمثل امتداداً لتاريخٍ طويل من البطولات التي سطرها أبناء الحواشب في ميادين الشرف، وأن على الجيل الجديد أن يستلهم من هذه التضحيات دروس الصمود والثبات والتمسك بقيم الوفاء للوطن وأرضه.
