شنت ميليشيات الحوثي حملة ملاحقة واعتقالات أشخاص إثر مشاركتهم في جنازة ناشط قُتل في ظروف غامضة داخل سجن تابع للجماعة في مدينة إب.
وقُتل الشاب حمدي عبد الرزاق الخولاني، والمعروف في الأوساط الشعبية بـ “المكحل”، داخل إدارة أمن محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بعد أشهر من اعتقاله، وما زالت ملابسات قتله غير واضحة، حيث يرفض الحوثيون الاتهامات لهم بتصفيته داخل السجن، ويزعمون فراره من السجن.
وأفادت رئيسة مؤسسة دفاع للحقوق الحريات المحامية هدى الصراري بتلقيها عدة بلاغات عن قيام جماعة الحوثيين في إب “باعتقال بعض الذين شيعوا جثمان المكحل واقتحام منازلهم”.
وأضافت في تغريدة على “تويتر”، “من المؤهل ارتفاع وتيرة المداهمات والاعتقالات في الأيام القادمة انتقاما لخروجهم في المظاهرات مما قد يؤدي لتلقيهم التعذيب داخل السجون ومقرات الاحتجاز التابعة للجماعة”.
فيما قالت مصادر محلية إن قوات أمنية تابعة للحوثيين حاصرت أحياء المدينة القديمة في إب صباح الجمعة، ونشرت عدداً من الأطقم العسكرية في مداخل الحارات بحثاً عن الشباب الذين خرجوا في الجنازة، وتحسباً لأي احتجاج شعبي ضدهم”.
وتابعت أن “الحوثيين اعتقلوا عدداً من الشباب، وما زالوا يترصدون لآخرين للقبض عليهم، وغالبيتهم من أبناء المدينة القديمة التي سبق وأن نفذت ضدها حملات عدة، خلال الأعوام الماضية، لأسباب تتعلق برفض الجماعة”.
واحتشد المشيعون الخميس لتشييع جثمان المكحل، وهتفوا بشعارات ضد جماعة الحوثيين، واعتبروا الناشط ضحية للقمع الذي يمارس ضد المواطنين منذ سيطرة الحوثيين على المدينة.
وأثارت ظروف مقتل الناشط داخل سجن للحوثيين في محافظة إب بعد أشهر من اعتقاله، سخطاً شعبياً واسعاً عقب تداول تقارير عن تصفيته بسبب انتقاداته اللاذعة للجماعة.
وفي رواية متناقضة، وغير متماسكة على ما يبدو أنها صادرة تحت ضغط الشارع بعد أيام من مقتله الغامض، قالت جماعة الحوثيين إن المكحل توفى جراء سقوطه من على سور إدارة أمن شرطة محافظة إب أثناء محاولته الهروب من السجن، حيث كان موقوفا على خلفية قضية سب وشتم وقذف بقناته على يوتيوب على إحدى الأسر من جيرانه، كما جاء في بيان صحفي لإدارة أمن إب.
وزعمت الجماعة بان ما يدار وما يتداول حول وفاة المكحل من “تعرضه للتعذيب والتصفية ليس له أساس من الصحة “.
وفي أواخر أكتوبر 2022، اعتُقل الشاب حمدي عبد الرزاق (المُكحل) للمرة الثانية، بعد حملة عسكرية حاصرت منزله والحي الذي يسكنه في المدينة القديمة بمديرية المشنة بمحافظة إب، لأيام عدة، وذلك بعد انتقاده الحوثيين وزعيمهم بشكل لاذع على يوتيوب بسبب الوضع المعيشي في البلاد.