في اللقاء الرمضاني الذي جمعنا ليلة أمس بالأخ اللواء عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي القائد الأعلى للقوات الجنوبية مع زملائي أعضاء مركز دعم صناعة القراراستمعنا إلى حديث موجز وصريح من الأخ الرئيس عن نتائج اللقاءات التي عقدتها قيادة المجلس خلال جولتها الخارجية، والجهود التي تُبذل من قبل القوى الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب وإحلال السلام، والخيارات المطروحة في إطار العملية السياسية الشاملة واستحقاقات الجنوب القادمة والمهمة التي يفرضها الواقع وتمسك وثبات شعب الجنوب بحقه المشروع على أرضه.
ثم فتح النقاش واستمع الأخ الرئيس القائد بسعة صدر وبقلب مفتوح لجُملة المداخلات والرؤى التي قدمت من أعضاء المركز حول نشاط وعمل المجلس الانتقالي، والقضايا ذات الصلة بقضية الجنوب وآلية التعامل معها، وحول أهمية وضرورة انجاز إعادة الهيكلة المرتقبة..
وأقدم هنا ما طرحته في هذا اللقاء حول هيكلة وغربلة المجلس الانتقالي وهيئاته وقدمته كتابياً للأخ الرئيس :
تتجه أنظارنا جميعاً إلى النتائج التي ستسفر عنها عملية إعادة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي التي طال انتظارها، ويجب أن تكون مدروسة بعناية فائقة في ضوء تقييم مرحلة التأسيس وما تلاها منذ عام ولادة المجلس الانتقالي في مايو2017م في ظروف استثنائية فرضها الواقع النضالي لشعبنا وتطورات الأحداث حينها على المستوى الوطني والاقليمي، وعليه أضع بعض المقترحات لعلها تساعد في الوصول إلى الهدف المتوخى، وأوجزها في الآتي:
1- إعادة النظر في استراتيجية المجلس ووثائقه وقوام هيئاته وخططه وبرامجه، بهدف تحسين عمله وزيادة تأثيرة، في ضوء ما أفرزته مرحلة التأسيس من نتائج سلباً وإيجاباً.
2- مراعاة المنظور الوطني في هيئات وقوام المجلس وأن يكون المعيارلذلك الكفاءة قبل الولاء في كل هيئات المجلس المحلية والمركزية، باعتباره كياناً جامعاً لكل الجنوبيين بمختلف توجهاتهم التي تلتقي تحت سقف استعادة الدولة الجنوبية بحدود عام 1990م .
3- تقليل حجم هيئات الانتقالي من حيث عددها وعدد العاملين فقد ولد مترهلاً ، ولا بد من التخلص من الترهل الواضح الذي لا تخطئه عين في قوام بعض الهيئات، بتصفية بعضها أو دمج البعض الآخر، ومعروف أن هناك هيئات متشابهة في المسميات والمهمات، وتتنافس في الجعجعة (الإعلامية) دون أن نرى لها طحيناً، والهدف من وراء ذلك تقليل عدد الأقسام وعدد العاملين واعتماد الكفاءة والفاعلية، فهناك من استهلك قدراته وجف نبع عطائه وآن أن يرتاح.
4- التخلص من ازدواجية الوظيفة أو المناصب للبعض ممن يشغلون أكثر من موقع، وكأن الكفاءات منعدمة ، ولا شك أن هناك من هو كُفؤ وقادر على العطاء ممن لم تتاح لهم الفرصة بعد، ولعل الهيكلة تكون بوابة للاستفادة منهم.
5- استعياب المكونات الجنوبية الجديدة ضمن هيكلة المجلس، يجب أن يكون إضافة نوعية تعزز وتحسّن رصيد المجلس ومواقفه من قضية شعبنا، لا أن تكون عالة جديدة وأن تحل أية عناصر محل من يتم استبعادهم والاستغناء عنهم ممن اظهروا فشلهم وعجزهم، حتى لا نرهق المجلس بأعباء جديدة.
6- تحسين الأداء النوعي لهيئات المجلس بالاعتماد على الكفاءات المتخصصة، ووضع المناسب في المكان المناسب، والتركيز على الدماء الشابة التي ستنعش روح المجلس الانتقالي وتفعّل هيئاته.
7- العمل بمبدأ الثواب والعقاب وتفعيل جهاز الرقابة والمحاسبة.
8- لا يجب أن يكافئ المجلس أية رموز نضالية شاخت أو توفاها الله بإحلال أبنائهم على حساب من هم أكفأ وأفضل منهم تخصصاً، وأن لا تخضع الهيكلة للمراضاة أو كسب ود الأشخاص، بل يجب أن تكون أهدافها وطنية تعزز من شعبية ومكانة الانتقالي لدى قواعده المتشبثة معه بمشروع استعادة دولة الجنوب.
9- يجب أن تكون إعادة الهيكلة مناسبة للتخلص من الفاسدين في هيئات المجلس وفي مؤسسات الدولة ممن يسيئون إلى المجلس.
10- إعادة النظر في هيئات المجلس في الخارج من خلال تقييم أدائها وفاعليتها وتجديدها، وعلى المجلس كشريك في مجلس الرئاسة القيادي الاهتمام بالعمل السياسي والدبلوماسي الخارجي ووفرض وجود ممثليه، حيث ما زالت السفارات بعيدة عن المناصفة المفترضة، بل وما زالت معظم عناصرها هي تلك التي عفى عليها الزمن منذ احتلال الجنوب عام 1994م، وبعضها فاحت ريح فسادها وعدائها لقضية شعبنا وتخادمها مع الحوثي.
11- وبالمثل يجب أن تشمل إعادة الهيكلة كل ممثلي الانتقالي أو من اختارهم في مختلف مناصب هيئات ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ممن اخفقوا في تأدية مهامهم، وعلى الأخص أولئك الغارقين في الفساد ممن أساءوا استخدام وظائفهم واستغلوها في الإثراء الشخصي والبسط على الأراضي بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فكثر شاكوهم وقل شاكروهم، وقدموا صورة سلبية بممارساتهم السيئة، ومثل هؤلاء هم أكثر ضرراً على الانتقالي ويقلصون من رصيده الشعبي، وآن أوان استبدالهم بعناصر نزيهة ومخلصة لأهداف شعبنا ولتضحيات الشهداء الأبرار ومعاناة الجرحى والوفاء لقضية شعبنا.
هذه بعض النقاط التي أقدمها هنا لعل وعسى أن تسهم في الغربلة والهيكلة المأمولة والمنتظرة على أحر من الجمر للمجلس الانتقالي الجنوبي بما يخدم تحقيق أهداف شعبنا الجنوبي العظيم..