كشفت دراسة دولية أعدتها منظمة (HelpAge) أن كبار السن في اليمن يحتاجون بشكل عاجل إلى المساعدات الإنسانية في ظل أزمة المجاعة والأمراض الخطيرة التي تتفشى وتهدد حياتهم.
ووفقًا للدراسة، فإن المحرك الرئيس للأزمة الحالية هو الصراع المسلح في اليمن، الذي أدى إلى انتشار الفقر والمجاعة، موضحة أنه “كلما طال الصراع، ازداد حجم الأزمات الحالية، وتفاقمت أوضاع الناس، وخاصة الفقراء منهم”.
وأكدت أن كبار السن يتحملون عبء الأزمات المتعددة التي تضرب اليمن، حيث يتأثرون بشكل خاص بارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، واضطر معظمهم إلى تقليل مشترياتهم من الطعام، والحد من تناولهم الغذاء اليومي وتقليل حجم وجباتهمد موضحة أن (1,65) مليونا من كبار السن في اليمن معرضون لخطر المجاعة والإصابة بأمراض مثل الكوليرا وCOID-19، ويحتاجون بشكل عاجل إلى المساعدة الإنسانية.
وأشارت الدراسة إلى أن اليمن من أكبر المستوردين العالميين للقمح من روسيا وأوكرانيا. أدى اندلاع الحرب في أوكرانيا العام الماضي إلى اضطرابات في الصادرات، مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد.
وأصبحت المساعدات الدولية أكثر ندرة، حيث تركزت بشكل أكبر على الأزمات الإنسانية الناشئة الجديدة، بما في ذلك أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، يتعرض الفقراء لمزيد من الفقر بسبب انخفاض التمويل الحكومي، وعدم وجود مصدر للدخل، ومحدودية الوصول إلى الحماية الاجتماعية بما في ذلك المعاشات التقاعدية.
وتندرج الدراسة ضمن مشروع “تأثير أزمة الغذاء والوقود والتمويل العالمي في 10 دول مختلفة”، وما يعنيه هذا بالنسبة لكبار السن الذين غالبًا ما يتم تجاهلهم، على الرغم من احتياجاتهم الخاصة للغاية. وتعد اليمن الدولة السابعة في هذه السلسلة.
كبار السن يتحملون الأعباء ونوهت الدراسة إلى أن كبار السن يتحملون عبء الأزمات المتعددة، خصوصاً ارتفاع تكاليف الغذاء، مشيرة إلى أن كبار السن يتأثرون بشكل خاص بارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، واضطر معظمهم إلى تقليل مشترياتهم من الطعام، والحد من تناولهم الغذاء اليومي وتقليل حجم وجباتهم.
وأشارت إلى أن العديد من النساء الأكبر سناً يقمن بالحد من تناول الطعام حتى يتمكن أطفالهن وأحفادهن من تناول المزيد بدلاً من ذلك. يصمن يومًا ما وفي اليوم التالي يأكلن وجبة واحدة فقط في المتوسط (على عكس الرجال الأكبر سنًا الذين يتناولون وجبتين في اليوم).
وأوضحت أن بعض المسنات لجأن إلى التسول للحصول على المال في الشوارع لأنهن لا يستطعن شراء الطعام.
الغرق بالديون وحول تدهور الصحة أكدت الدراسة أن كبار السن يختارون التخلي عن زياراتهم للعيادة الصحية بسبب الارتفاع الهائل في تكاليف الوقود والزيادة المقابلة في تكاليف النقل.
ولقد لجأوا إلى شراء أدوية منخفضة التكلفة وذات جودة رديئة، وبعضهم يغرق أيضًا في الديون.
وبحسب الدراسة التي أعدتها المنظمة فإن بعض كبار السن يعانون من تراكم الديون، بسبب ارتفاع الأسعار، لذا “يختارون بيع أدواتهم المنزلية ومقتنياتهم الثمينة، من أجل توفير المال لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ومع ذلك، فإن ديونهم تتراكم دون أي وسيلة للسداد”.
وحثت منظمة HelpAge، في الدراسة، الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي على التحرك بشكل عاجل لتخفيف معاناة كبار السن.
وأن تعالج البرامج الحكومية الضعف وانعدام الأمن الناجمين عن الأزمة وتأثيرها على كبار السن.
وطالبت الدراسة إعطاء الأولوية لحصول كبار السن على الغذاء والدواء، وتوفر المجالس والسلطات المحلية مساحة لسماع أصوات كبار السن ومخاوفهم.
إضافة إلى ذلك إنشاء شراكات مجتمعية وتقديم التوجيه المجتمعي لتحسين حياة كبار السن. على أن تشمل برامج المساعدة الوطنية والدولية كبار السن من بين الفئات الأكثر ضعفًا والتي يجب تلبية احتياجاتها