الدول – خاصة المتنافسة استراتيجيا وتاريخيا – تتفق وتختلف وتبرم اتفاقيات وتلغيها حسب ماتقتضيه مصالحها المرحلية وماتفرضه عليها تكتيكاتها بتحييد او ترحيل العداء بطريقة مرحلية ومن هذا المنظور يمكن قراءة إعادة العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج وبالذات المملكة وطهران فهي اعادة لن تنفي حقيقة تاريخية واستراتيجية بان إيران ظلت وستظل أكبر وأخطر تهديد لأمن الخليج واستقرار المنطقة عمومًا ليس في مرحلتها الخمينية والخامنئية بل ممتدة من ايران الصفوية والشاهنشاهية وضمان الاتفاقات ان لا تفرّط في الجغرافيا فهي الوحيدة التي تظل ثابته واي عبث او تنازل فيها تفريط استراتيجي مهما كانت ضرورة التكتيكات الآنية وعلى ذلك فان ايران لن تفرّط في مكتسبات الجغرافيا التي حققتها منذ تصدير الثورة الايرانية جراء ارتدائها عباءة المقاومة في لبنان او ما استفادته استراتيجيا من الغزو الامريكي للعراق او ما اكتسبته في زوبعة الربيع الاخواني في سوريا واليمن ولذا فان على الخليج مجتمع ان لايسمح بالزيغ الاعلامي ان يغطي الخطر الاستراتيجي عليه خاصة بين دولتي المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وينعكس خلافا في علاقاتهما فمصلحة الدولتين الاستراتيجية مهما كانت التباينات بينها ان يضعوا سقوف تنظّمها ، فالعقل العربي كانت تقوده منافرات ومناكفات الاشعار قديما والخشية ان يحلّ محلها الان المنافرات التويترية ومساحاتها بدعوى حرية راي ليست نموذجية في البلدان العربية بما فيها الخليجية!!*
© 2023 الصدارة سكاي - حقوق النشر محفوظة
© 2023 الصدارة سكاي - حقوق النشر محفوظة