الدول – خاصة المتنافسة استراتيجيا وتاريخيا – تتفق وتختلف وتبرم اتفاقيات وتلغيها حسب ماتقتضيه مصالحها المرحلية وماتفرضه عليها تكتيكاتها بتحييد او ترحيل العداء بطريقة مرحلية ومن هذا المنظور يمكن قراءة إعادة العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج وبالذات المملكة وطهران فهي اعادة لن تنفي حقيقة تاريخية واستراتيجية بان إيران ظلت وستظل أكبر وأخطر تهديد لأمن الخليج واستقرار المنطقة عمومًا ليس في مرحلتها الخمينية والخامنئية بل ممتدة من ايران الصفوية والشاهنشاهية وضمان الاتفاقات ان لا تفرّط في الجغرافيا فهي الوحيدة التي تظل ثابته واي عبث او تنازل فيها تفريط استراتيجي مهما كانت ضرورة التكتيكات الآنية وعلى ذلك فان ايران لن تفرّط في مكتسبات الجغرافيا التي حققتها منذ تصدير الثورة الايرانية جراء ارتدائها عباءة المقاومة في لبنان او ما استفادته استراتيجيا من الغزو الامريكي للعراق او ما اكتسبته في زوبعة الربيع الاخواني في سوريا واليمن ولذا فان على الخليج مجتمع ان لايسمح بالزيغ الاعلامي ان يغطي الخطر الاستراتيجي عليه خاصة بين دولتي المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وينعكس خلافا في علاقاتهما فمصلحة الدولتين الاستراتيجية مهما كانت التباينات بينها ان يضعوا سقوف تنظّمها ، فالعقل العربي كانت تقوده منافرات ومناكفات الاشعار قديما والخشية ان يحلّ محلها الان المنافرات التويترية ومساحاتها بدعوى حرية راي ليست نموذجية في البلدان العربية بما فيها الخليجية!!*
*مهما كانت العلاقات الخليجية مع ايران حول اليمن فالثابت الاستراتيجي ان ايران لن تفرّط في الجغرافيا الحوثية وهي معظم الشمال لانها خاصرة استراتيجية لن تفرّط فيها مهما كان كانت احتياجاتها المرحلية ومهما كان الطرف الكفيل لاي اتفاق والايرانيون لديهم مرونه استراتيجية ياخذون ولا يعطون*
*الحوثي ثابت ايراني مشروعا وجغرافيا والمنطقي ان لايفرّط الخليج للحوثي في الجغرافيا الممتدة من باب المندب الى حدود عمان بمبرر الوحدة اليمنية والمرجعيات والمبادرة..الخ وفي هذا الثابت تتفق استراتيجيتها مع الجنوب لمصلحة الطرفين اما مناكفات التغريدات والمساحات فلن تحقق للجنوب استقلالا وايضا مهاجمة المساحات والتغريدات الخليجية لمشروع الجنوب لن تكون استراتيجيا لصالح الخليج ورهان تلك الحملات على مشاريع الواي فاي والمساحات التويترية يعني تفريط استراتيجي خليجي للجنوب لايوجب المنطق ان تقبله الاستراتيجية الخليجية فالرهان على ضمانة الصين ليس استراتيجي فايران في الاستراتيجية الصينية تُشّكل بعد قاري ونفطي ليس نفطي فقط!! كما انها تشكّل حاجزا قاري يمنع تلاحم الشعوب السنية بعمقها السني في الدول العربية والاسلامية جنوبا مع مسلمي وسط اسيا والالتحام يهدد مشروع اوراسيا الذي جناحاه روسيا والصين لذا فايران حاجة استراتيجية صينية روسية لكن الخليج ليس كذلك*
*لم تقدّم الشرعية اليمنية الشمالية للخليج وللمملكة بالذان خلال الثمان سنوات حرب اي جغرافيا واذا اخذ الخليج وبالذات المملكة باستشارات المكون الشمالي في الشرعية فهو لايملك الا حوافي ضئيلة في الشمال ويملك مشاريع “واي فاي ومساحات تويترية ” في الجنوب والاعتماد عليها لعب مجرد في الاعدادات في الجنوب اذا اشتعل الجنوب لن يستطيع المكون الشمالي ولاغيره في الشرعية ولا غيرها ان يحسمها ولن تستفيد الا ايران والحوثي*