اتهم كمال كليتشدار أوغلو، منافس الرئيس رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة لانتخابات رئاسة تركيا، أردوغان بأنه “مُلفق” بعد أن استشهد بمقطع فيديو مزيف ليزعم وجود صلات للمعارضة بجماعة كردية متشددة محظورة وذلك قبل جولة الإعادة المقررة يوم الأحد.
وكرر أردوغان المزاعم وأشار إلى مقطع الفيديو المزيف، الذي يربط لقطات لكليتشدار أوغلو ومتشدد كردي، في مقابلة مع محطة تي.آر.تي الحكومية في وقت متأخر أمس الاثنين، على الرغم من انتقادات المعارضة لعرضه في وقت سابق من حملته الانتخابية.
ولم يتضح أصل الفيديو.
وردا على تغريدة، قال كليتشدار أوغلو “سئمت من الافتراء، لكنه لم يتعب من التشهير بي”.
وينظر معارضو أردوغان للاتهامات باعتبارها من سمات المشهد الإعلامي الذي يميل بشدة لصالح أردوغان بعد عقد من التحول وسجن الصحفيين وإغلاق وسائل الإعلام الناقدة. ويقولون إن ذلك قدم للناخبين تجسيدا مختلفا للواقع قبل الانتخابات.
وتصنف منظمة مراسلون بلا حدود تركيا في المرتبة 165 من بين 180 دولة في مجال حرية الصحافة.
وصبت مزاعم أردوغان مزيدا من الزيت على نار التوتر السياسي قبل جولة الإعادة في انتخابات يُنظر لها على أنها أقوى اختبار حتى الآن للرئيس الذي يسعى لتمديد حكمه ليدخل في العقد الثالث.
وعلى الرغم من تأثر مكانته بأزمة تكاليف المعيشة، فقد تقدم أردوغان على كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى للانتخابات.
وسعيا للاستفادة من المشاعر القومية، أشار أردوغان مرارا لوجود روابط بين حزب العمال الكردستاني والمعارضة، دون تقديم أدلة.
ويتضمن الفيديو المزيف، الذي عرضه أردوغان أمام تجمع حاشد في السابع من مايو أيار، لقطات مأخوذة من مقطع فيديو لحملة كليتشدار أوغلو وصورا لحزب العمال الكردستاني من مقطع فيديو تم نشره على الإنترنت قبل عشرة أشهر يهتف فيه المتشددون لقائدهم مراد قاريلان.
وفي إشارة إلى الفيديو في مقابلته يوم الاثنين، اتهم أردوغان كليتشدار أوغلو مجددا بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا وحلفاؤها الغربيون جماعة إرهابية والذي يشن تمردا منذ عام 1984 تسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص.
وقال أردوغان إن “كليتشدار أوغلو صور مقاطع فيديو مع إرهابيين في قنديل” في إشارة إلى قاعدة حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل بالعراق. وأضاف “مزيفة أم لا، فقد صوروا مقاطع فيديو مع أولئك الموجودين في قنديل، وأظهر أعضاء حزب العمال الكردستاني دعمهم لكليتشدار أوغلو بمقاطع فيديو”.
وفي رده على تويتر، قال كليتشدار أوغلو إن أردوغان “ملفق فيديو مزيف”. كما عبر عشرات من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المؤثرين عن غضبهم، حيث احتل وسم (#مونتاج) المرتبة الرابعة على تويتر في تركيا بعد ظهر اليوم الثلاثاء.
وتقدم أردوغان على كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى يوم 14 مايو أيار. وتلقى أردوغان أمس الاثنين دفعة أخرى لحملة إعادة انتخابه بنيله تأييد سنان أوغان، المرشح القومي الذي حل في المركز الثالث بالجولة الأولى للانتخابات.
وردا على كليتشدار أوغلو، اتهمه فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، بإهانة الرئيس وقال في تغريدة إن الناس “سيعطون درسا” لمن يهين أردوغان.
وقال إمري كيزيلكايا، رئيس اللجنة الوطنية التركية في المعهد الدولي للصحافة ومقره فيينا، إن تركيا تعرضت “لمستوى غير مسبوق من التضليل المنظم” طوال الحملة الانتخابية الأخيرة.
وأضاف “الحقيقة والمعلومات الواقعية تعرضتا لهجوم منسق من مصادر متعددة ولعبت الحكومة دورا مركزيا في هذه الظاهرة المقلقة، كما يتضح من خطط أردوغان لتشويه سمعة المعارضة عبر قنوات مختلفة”.
ويحظى كليتشدار أوغلو بدعم تحالف من ستة أحزاب، إضافة إلى تأييد حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد والذي يواجه حظرا محتملا بسبب صلاته بحزب العمال الكردستاني، وهو ما ينفيه الحزب. ويتهم أردوغان حزب الشعوب الديمقراطي مرارا بذلك.