تقنية أوروبية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية من “خردة” الألواح الشمسية

الصدارة سكاي /متابعات 

يُجري مجموعة من الباحثين تجربة لتقنية يمكن من خلالها تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية من خلال إعادة استعمال السيليكون المستخلص من ألواح الطاقة الشمسية بعد انتهاء عمرها الافتراضي وتحولها إلى خردة؛ ما يساعد في عملية تحول الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني في كثير من الدول الغربية، التي التزمت بذلك بحلول منتصف القرن الحالي؛ لذلك تموّل أوروبا هذا البحث.

وتدرس مجموعة من الباحثين في شركات ومؤسسات أكاديمية في بلجيكا، استخلاص السيليكون من الألواح الشمسية، ضمن مشروع مُمول من الاتحاد الأوروبي؛ لابتكار 8 حلول تقنية جديدة تجعل بالإمكان إنتاج سيليكون نظيف وخالٍ من الكربون، حسبما ذكرت مجلة ” بي في ماغازين”. 

ويعول العالم على كهربة قطاع النقل بوصفه جزءًا رئيسًا في عملية تحول الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني؛ كونه مصدرًا لنحو 30% من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب زيادة حرارة الأرض، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

فوائد السيليكون

تعمل مجموعتان بحثيتان هما “غرينمات” من جامعة ليغ الأرجنتينية، و”جيم”، على أبحاث استخلاص سيليكون ألواح الطاقة الشمسية منتهية العمر، وإدخالها في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.

ويعتقد الباحثون المشاركون في الدراسة أن بودرة “إس آي/سي” المشتقة من سيليكون ألواح الطاقة الشمسية الخردة، لديها قدرة واعدة على تعزيز أداء بطاريات السيارات الكهربائية، وأنها ستساعد تلك المركبات على قطع مسافات أطول من الحالية بشحنة واحدة.

كما تمتد المنافع إلى قدرة واستدامة بطاريات السيارات الكهربائية المصنعة من السيليكون المعاد تدويره، وذلك في جانب تخزين الطاقة، وفق التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وترى المجموعتان البحثيتان “ريكما غروب” و”كومت غروب”، إضافة إلى جامعة “غنت”، المشاركة في المشروع، أن نجاح استخلاص سيليكون ألواح الطاقة الشمسية المستهلكة سيُخفض الآثار السلبية الناجمة عن عمليات التعدين والصناعة.

بداية المشروع

بدأ مشروع إعادة تدوير سيليكون ألواح الطاقة الشمسية في أوروبا، العام الماضي (2022)، ضمن برنامج (هوريزون يوروب)، وتشارك مؤسسة الطاقة الكهروضوئية بالقارة (سولار باور يوروب) في التمويل.

وتمثل إعادة تدوير الألواح الشمسية طوق نجاة لإنقاذ العالم من تراكم مئات الأطنان منها؛ ما يهدد بكارثة بيئية، وفق التحذير الذي أطلقته مسؤولة في وكالة الطاقة المتجددة (آيرينا) قبل أيام.

وقالت نائبة المدير العام للوكالة، في تقرير نشرته “بي بي سي”، الأسبوع الماضي: “إن نفايات الطاقة الشمسية ستشكّل جبالًا من المخلفات في 2050، وعدم البدء في إعادة تدويرها الآن، مع إنتاج المزيد منها يوميًا، يطرح تساؤلًا وهو كيف سنتعامل مع تلك النفايات؟”.

وأضاف خبير إعادة تدوير ألواح محطات الطاقة الشمسية في جامعة نيوساوث ويلز الأسترالية الدكتور رونغ دنغ “أن حجم القدرة المركبة في العالم من هذا المصدر يبلغ نحو تيراواط”.

وتابع: “إذا كان حجم توليد الكهرباء من اللوح الواحد يبلغ 400 واط؛ فهذا يعني وجود 2.5 مليار من الألواح حاليًا”، حسبما ذكر الموقع نفسه، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويبلغ العمر الافتراضي لألواح الطاقة الشمسية 25 عامًا، لكنها غالبا ما تفنى قبل هذه المدة، أو تقل نسبة تشغيلها اقتصاديًا؛ ما يتطلب بالضرورة استبدالها.

وبدأت الأجيال الأولى من محطات الطاقة الشمسية في التقادم، في وقت يقل فيه عدد الشركات المعنية بإعادة تدويرها محليا، لذلك هناك ضرورة للتفكير في طرق للاستفادة منها.