في العام 2010 كنت مشاركاً في إحدى الفعاليات لجماهيرية الكبيرة المعارضة التي قيل فيها الكلام الكثير عن حالة الناس في المحافظة وعلى وجه الخصوص معاناة أبناء حضرموت مع الجماعة العسكرية التي كانت هي الآمر الناهي في المحافظة وهي المهيمن الأول على صناعة القرار وعلى مصادر الثروة وعلى التصرف بالأراضي والموانئ والمطارات، وشواطئ الاصطياد ولثروة السمكية عموما وعلى حركة التجارة وكل أملاك الدولة، وحينما خرجنا مع عدد من الزملاء في جولة حوالي مدينة المكلَّا لفت نظري تلك القصور الشاهقة المبنية على أكثر الأماكن ارتفاعاً وأكثرها أمنا وإطلالها على الشاطئ حوالي المدينة وتتميز (تلك القصور) بحداثة التصميم والتحصينات المحكمة والمساحات الواسعة المحيطة بكل منها، وحينما سألت عن أصحاب هذه المنشآت قيل لي أن هذا قصر القائد العسكري (فلان) اولثاني للقائد العسكري (فلان) والثالث والرابع والخامس وهكذا دواليك، وطبعا لم يكن بين هؤلاء واحداً من أبناء حضرموت ولا من أي محافظة من الجنوب.
(2)
وبالعودة إلى الفعالية فقد كان نجم النجوم هو الشاعر الحضرمي المعروف جمعان با عكيم الذي ألقى أكثر من قصيدة، وكان شعره أكثر ما ألهب قاعة الفعالية بالتصفيق والحماس حتى أن بعض الحاضرين طالبه بالمزيد لولا أنه قدر ضيق وقت البرنامج واعتذر، وكان شعره كعادته موجهاً نحو انتقاد السياسات الجائرة التي تعامل بها حضرموت وأبناء حضرموت وكل الجنوب وأبنائه من قبل سلطات 7 يوليو، ولم يفته التذكير بحق الجنوبيين في استعادة حقهم وبناء دولتهم.
(3)
لم تحمل زيارة الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى حضرموت سوى ثلاثة اشياء لا قيمة عملية لها ولا علاقة لحضرموت وأبنائها بها:
الأول نقل كتيبة من قوات ما يسمى بــ”درع الوطن” وترتيب قادتها وأفرادها في ساحل حضرموت، أي في المنطقة العسكرية الأولى التي تقع تحت الإشراف العسكري للنخبة الحضرمية التي كانت قد حررت منطقة الساحل بكل مدنها ومديرياتها من الجماعات الإرهابية التي تسلمت المنطقة بلا حرب من القوات الشمالية الشقيقة في الأعوام ٢٠١٢-٢٠١٥م.
الثاني وضع مجموعة من أحجار الأساس التي لدى الحضارم منها المئات منذ زمن الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح والمحافظ الخولاني والرئيس هادي وأحمد بن دغر، والتي لا تعني سوى عنوان للكذب والضحك على الدقون.