طالما عُرفت السلطة الرابعة بأنها توجه الرأي العام، وتؤثر على قضايا المجتمعات بفعل ثورة المعلومات والوسائط الرقمية التي شهدت طفرة كبيرة خلال العقود الثلاثة الأخيرة على الأقل، وبغض النظر عن كونها في مجتمعنا سلطة رابعة أو خامسة أو عاشرة..المهم أن تكون مهنية وتتبنى قضايا المجتمع وتستهدف نهضته، ولابد لها أن تكافح وتسمو في واقع وبيئة- ربما تكون- أكثر صعوبة وقساوة مما قد نتخيل.
وبهذا المضمار أبارك للزملاء في “مؤسسة وموقع الصدارة سكاي” وفي مقدمتهم رفيقي الدرب المهندس/ ناجي محمود العيفري، والمهندس عبدالله فضل الحسام، بمناسبة إطلاق وتدشين مؤسسة وموقع “الصدارة سكاي”.
سُعدت بحضور التدشين صباح هذا اليوم الخميس 23 فبراير 2023م، وأنا على ثقة بأن رؤية ورسالة المؤسسة، وأهدافها التي وضعتها ستكون الأسس المتينة للانطلاق نحو آفاقٍ رحبة في فضاءات الكلمة الحرة، والاهتمام بالقضايا المجتمعية وفي صدارتها قضايا والتعليم والصحة، ومساندة كل المطحونين في مختلف القطاعات الأخرى، وتسليط الضوء على قضايا الحقوق والحريات، والظواهر الدخيلة على المجتمع التي تعكر صفو حياة الناس وتمس أمنهم وتؤثر سلبًا على السلم والتعايش بشكل عام.
وكثير من الملفات التي ربما لم نشهد تناولها -بشيء من العدالة- إلا على الهامش رغم أن الساحة تعجُّ بالمؤسسات والمواقع الإلكترونية والصحف.
ما تحتاجه فضاءات الإعلام هو الضمير الحي وعزيمة البحث عن الحقيقة، وسبر أغوار زوايا الوطن وسط زحام المشكلات والآهات التي أثقلت المواطن وجعلته تائهًا لايعلم كيف؟ وأين؟ وماذا يصنع؟
لعلَّ هذه الإضافة في بلاط صاحبة الجلالة تفتح ثغرةً في جدران (الفساد) التي شيدها العابثون من دماء وأشلاء وطنٍ منهكٍ أعياه الواقع الاقتصادي المزري لعامّة الشعب الناتج عن إقصاء وتهميش قوى حرب 1994م، ثم سارت به هذه القوى نفسها إلى جحيم حرب 2015م التي لم ينتهِ مسلسلها وفصولها بفعل تعنت ميليشيات الحوثي الإرهابية وداعميها، وفساد ولصوصية قوى (الشرعية)، وتخبط وغموض سياسة وأهداف التحالف (الداعم) للأخيرة.
يبدو أن ضبابية المشهد قد أخرجتني قليلًا عن فكرة التهنئة للزملاء الأعزاء في “الصدارة سكاي” ولكن عندما تبدأ الكتابة وملامسة هذا الواقع الصعب الذي نعيشه تُجبَر في كثيرٍ من الأحيان أن تعرج على أهمّ وأبرز ما نلحظه ونستشعره من كينونة الحقيقة لا الخيال.
مجددًا كل التوفيق “للصدارة سكاي” ومجلس إدارتها وهيئة التحرير بقيادة الرائعين “ناجي العيفري، وعبدالله الحسام” آملًا أن أرى هذه المؤسسة تتصدر أوجاع وهموم المجتمع ومناصرة القضايا العادلة، وإفراد حيز مهم لها بحيث تكون المؤسسة لسان المجتمع وضميره الحي.
وأخيرًا أقول: إن قضية الوعي المجتمعي تحتاج إلى كثير من الصبر والعمل المخلص في ظل مجتمع يراد تجهيله بحرمانه من أدوات وطرق ووسائل المعرفة والتعليم، ويسهم – بهذا القدر أو ذاك- في تجهيل ذاته.
المهندس/بكيل التركي
اسأل الله لكم التوفيق والنجاح وان تكونوا من المواقع الرائدة في الجنوب وان تنقلوا معاناة الناس كما هي .
وتحية خاصة للمهندس بكيل التركي.