مساء أمس الثلاثاء انهار سقف الدور الثالث لإحدى العمارات السكنية القديمة في كريتر بعدن..ومباشرة سقط سقف الدور الثاني ومن ثم الدور الأول..الحمدلله أوضحت الاخبار الذي تناقلتها المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي عدم وجود وفيات باستثناء إصابات تعرض لها أفراد الأسرة الذي تسكن العمارة وكانت إحدى الفتيات تحت الأنقاض محاصرة بالأتربة واجزاء سطح البيت الذي سقط أثناء تواجدها في المطبخ وتمكن الأهالي ورجال النخوة الذين هبوا لنجدة الأسرة من إخراج الفتاة واسعافها الى المستشفى إلى جانب أفراد أسرتها الذي سبق اسعافهم..
المهم ليست هذه المرة الأولى ولا الوحيدة وقد لا تكون الأخيرة الذي يسقط فيه مبنى على رؤوس ساكنيه في عدن..
هناك عشرات المنازل خلال السنوات الماضية سقطت في أكثر من موقع وحي من أحياء عدن ولا تزال مئات المنازل مهددة بالسقوط والانهيار بسبب تهالك جدرانها وسقوفها وذلك لكونها مباني قديمة انتهى عمرها الافتراضي بالإضافة إلى عدم وجود أي أعمال صيانة لتلك المنازل لأن ظروف الأهالي لا تسمح لهم بصيانتها بالإضافة إلى غياب أي دور للحكومة في عدن منذ أكثر من ثلاثة عقود..
وبما أن معظم الأحياء الذي تتألف منها العاصمة عدن جرى إنشاء البعض منها قبل عشرات السنين إبان الاستعمار البريطاني للجنوب وبعضها مضى على بنائها أكثر من قرن من الزمن بالذات في احياء كريتر والشيخ عثمان والتواهي وحتى في المعلا أصبحت الكثير من مباني الشارع الرئيسي شارع مكرم مهددة بالسقوط..
تخيلوا أن أكثر من 15% تقريباً من منازل عدن أصبحت في خطر وسكانها يعيشون لحظات قلق وخوف وليس أمامهم من حلول لمشكلة منازلهم لذلك يستسلمون لقضاء الله وقدره وتزداد مخاوفهم كلما وقعت حادثة انهيار لمنزل من المنازل أو عند هطول الأمطار التي تضاعف من تصدع جدران وسقوف المباني وتقرب أجلها نحو الإنهيار..
ولم يقف الأمر عند المنازل القديمة المذكورة سلفاً، بل أصبحت غالبية العمارات السكنية في احياء مثل الاحمدي والسعادة بساحل أبين وعمارات حي هواري بومدين في خورمكسر وحتى حي الجيش في المنصورة على الرغم من أنها حديثة البناء مقارنة بالمباني التي بنيت أثناء الاستعمار البريطاني لكنها وبسبب نسبة الرطوبة والاملاح في مدينة عدن أصبحت متصدعة وقابلة للانهيار في أي وقت..
إلى محافظ عدن حامد لملس، وأعضاء الحكومة تقع على عاتقكم مسئولية حياة هؤلاء الأهالي ويجب عليكم وبالدرجة الأولى السلطة المحلية بعدن القيام بتشكيل لجان هندسية لحصر المنازل والمباني التي أصبحت غير قابلة للسكن وسرعة ايجاد معالجات إسعافية لها بأي صورة كانت بدلاً من الانتظار كل مرة لسقوط مبنى والحديث عن زيارة المسئولين للأسرة المنكوبة لتقديم التعازي والمواساة..