الصدارة سكاي – خاص
في 12 من يونيو، من العام الجاري، استفاق الشارع الجنوبي، على خبر اختطاف المقدم عشال الجعدني، في العاصمة عدن، على يد مجهولين، وهي الجريمة التي أخذت أبعادًا كثيرة، وأثارت الكثير من الجدل، ومثلت الحديث الأول، للشارع العدني والجنوبي، طيلة الأيام الماضية.
وطيلة الأيام الماضية، تصدرت جريمة اختطاف المقدم علي عشال الجعدني، عناوين الصحف المحلية والمواقع الإخبارية، واجتاحت صفحات التواصل الاجتماعي، واهتمامات الناشطين، وصارت الحدث الأبرز، وحديث الجميع على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأثارت الحادثة، الكثير من ردود الأفعال على المستوى الشعبي والرسمي، في الجنوب، حيث عبرت الكثير من القوى السياسية، والشخصيات الاجتماعية والقبلية، والنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، عن إدانتهم لجريمة الاختطاف، ومطالبتهم الجهات الأمنية بسرعة القبض على مرتكبي الجريمة، وإحالتهم للقضاء، والكشف عن مصير المختطف علي عشال الجعدني.
وينمتي المقدم علي عشال الجعدني، لمحافظة أبين، التي شهدت حراكًا شعبيًا وقبليًا، وسياسيًا، واحتشدت الكثير من الشخصيات القبلية والاجتماعية إلى منزل عشال للتعبير عن تضامنهم مع أسرة المختطف، ومطالبتهم بسرعة الكشف عن مصيره، ومحاسبة الجناة.
ولم يتوقف التضامن مع أسرة الجعدني، عند حدود محافظة أبين، حيث عبرت الكثير من الفعاليات السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، والشخصيات القبلية، والسياسية، والاجتماعية، في محافظات عدن ولحج والضالع وشبوة، عن إدانتها للحادثة، وتضامنها مع أسرة الجعدني، ووقوفها إلى جانب الأجهزة الأمنية في ملاحقة والقبض على الخاطفين.
ويرى مراقبون بأن جريمة اختطاف الجعدني، وبالرغم من هول الجريمة وتبعاتها، فقد أسهمت إلى حد كبير، في توحيد آراء الجنوبيين، بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية، وعززت روح التلاحم، بفعل إجماع الجميع على إدانة الحادثة والوقوف بجانب أسرة الضحية، وإنزال العقوبة المناسبة بحق الفاعلين.
ويعتقد مراقبون، بأن قضية عشال مثلت الصدمة المطلوبة لدى القيادة العليا، لإعادة تصحيح الاختلالات وتقويم المسار الأمني في العاصمة عدن، والمحافظات الجنوبية الأخرى، حيث يرى مراقبون بأن الحادثة أظهرت مدى الحاجة، لإعادة تقييم سلوك وآليات عمل المؤسسات الأمنية، لأداء مهامها بالشكل المطلوب.
اهتمام على أعلى مستوى
في العاشر من يوليو الجاري، عقدت اللجنة الأمنية العليا، اجتماعًا برئاسة وزير الدفاع، الفريق الركن محسن محمد الداعري، للوقوف على مستجدات وملابسات حادثة اختطاف المقدم علي عشال والإجراءات التي قامت بها الأجهزة الأمنية لكشف الجناة وتحرير المختطف.
واتخذت اللجنة قرارًا بإيقاف قائد وحدة مكافحة الإرهاب، في العاصمة عدن، يسران المقطري، وإحالته للتحقيق، كما أصدرت تعميمًا لضبط المتهمين باختطاف المقدم علي عشال، وهم سميح عيدروس النورجي – تمام محمد غالب حسن “البطة” – بكيل مختار محمد سعد – محمود عثمان سعيد الهندي.
بدورها عقدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اجتماعًا برئاسة الأستاذ علي عبدالله الكثيري رئيس الجمعية الوطنية، القائم بأعمال رئيس المجلس، بحضور وزراء المجلس في الحكومة، ورؤساء الهيئات المساعدة، ومدير أمن العاصمة عدن.
واستمعت الهيئة إلى إيجاز قدمه مدير أمن العاصمة عدن اللواء مطهر علي ناجي، حول المعلومات المتحصلة وفقًا لنتائج البحث والتحقيق في جريمة اختطاف المواطن علي عبدالله عشّال الجعدني، والإجراءات المتخذة بالتنسيق بين أمن عدن وأبين لضبط الجناة.
وأكدت الهيئة في هذا الشأن تضامنها الكامل مع أسرة عشال، ورفضها التام لأعمال الخطف والتقطع، وجميع الأعمال الخارجة عن النظام والقانون، مشددة على الأجهزة الأمنية تكريس جميع إمكانياتها وجهودها، وفقا لتوجيهات الرئيس الزُبيدي، للكشف عن مصير المواطن عشّال، وسرعة ضبط الجناة والمتورطين بهذا الفعل المُشين، وإحالتهم للنيابة والقضاء وفقا للإجراءات القانونية المُتبعة، لينالوا جزائهم العادل أياً كانت صفاتهم فالقانون فوق الجميع.
وقبلها علمت “الصدارة سكاي” بأن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، يتابع بنفسه قضية اختطاف المقدم عشال، وكلف مدير أمن عدن ومدير أمن أبين بسرعة القبض على المتهمين، موجهًا كل الوحدات الأمنية في العاصمة عدن، وحتى العسكرية، بالتأهب والاستجابة لأي طلب تعزيز أو مساعدة من قبل مديري أمن أبين وعدن للقبض على الجناة واتخاذ ما يلزم بحقهما.
اختطاف عشال.. التوقيت والتزامن
وجاءت حادثة اختطاف المقدم علي عشال الجعدني، بالتزامن مع تصعيد مليشيا الحوثي عسكريًا في جبهات الضالع وكرش، حيث سقط عدد من الشهداء من جنود القوات المسلحة الجنوبية، بعد تصديهم لمحاولات اختراق حوثية في عدد من المواقع المتقدمة، على طول خط المواجهة.
وتشهد محافظة شبوة، تجدد للمعارك والثارات القبلية، التي كانت متوقفة طيلة السنوات الماضية التي تلت حرب العام 2015، حيث شهدت المحافظة مواجهات هي الأعنف، بين عدد من القبائل، أدت لسقوط عدد كبير من القتلى، في إذكاء جديد ومدروس للصراع القبلي، في الوقت الذي تشهد فيه جبهة حريب، على تخوم المحافظة، تحشيدات عسكرية ضخمة من قبل مليشيات الحوثي.
وفي منطقة الحد، بيافع، دشنت القوات الأمنية في محافظة لحج، معززة بقوات من الحزام الأمني، حملة أمنية لإنهاء صراع مسلح كاد أن يتحول إلى حرب كبيرة، بين قبائل آل مهدي وآل أحمد، وانتهت بتوقيع التزام من جميع الأطراف بإلقاء السلاح ونبذ العنف، وتسليم المطلوبين.
وقبل أيام، علمت “الصدارة سكاي” من مصادر خاصة، بأن الأجهزة الأمنية، في محافظتي عدن والضالع، شنت حملة اعتقالات، طالت أشخاصًا وخلايا سرية نسقت مع المليشيات الحوثية، وتلقت أموالًا لتنفيذ أجندات سياسية ضد المجلس، وخلط الأوراق، في الجنوب، وفقًا لتصريح مصدر أمني آثر عدم الكشف عن هويته.
وتتزامن هذه الأحداث، وجريمة اختطاف المقدم علي عشال الجعدني، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات غامضة، ومصيرية في مسقط، بين الحوثيين، ومندوبين عن الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا، بتوجيه سعودي، استثنيت منها الكثير من القوى السياسية الفاعلة في الأزمة اليمنية، على رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي. مع شكوك بالسعي لتغييب القضية الجنوبية، في مفاوضات إنهاء الحرب الجارية في مسقط.
دعوات للاحتشاد في عدن وتحذيرات من الاستغلال
وفي بيان صادر عنها دعت قبيلة المختطف، المقدم علي عشال الجعدني، قبائل ابين والمحافظات الاخرى وكل من تضامن معها من سياسيين ومثقفين واعلاميين الى التوافد الى مدينة عدن لعمل مليونية سلمية للمطالبة بمعرفة مصير ولدها علي عبدالله عشال بعدما انتهت المهلة التي أعطتها لمدير أمن أبين، أبو مشعل الكازمي.
وحذرت عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية من استغلال الفعالية، من قبل جهات سياسية، لخدمة أجندات سياسية معينة، بعيدًا عن الحق العادل لقضية عشال، وحرف مسار القضية، ما قد يتسبب في تمييعها، وخسارة الكثير من التعاطف والالتفاف الشعبي الكبير، خلف أسرة الضحية.
وتنادت أصوات وكتابات من جماعات أنصار الحوثي، وأنصار حزب الإصلاح وحتى بعض أنصار المؤتمر والرئيس العليمي، للزخف من محافظات الشمال على العاصمة عدن، حيث دعى القيادي الحوثي المعين من قبل الجماعة الحوثية محافظًا لعدن، طارق سلام، إلى الحشد والمشاركة في ما أسماها ” المسيرة المليونية لوضع حد لجرائم قيادات المجلس الانتقالي” حسب تعبيره.
فرصة لتصحيح الوضع الأمني وقلع الفاسدين
ويرى الكاتب والناشط محمد عكاشة بأن قضية عشال، فرصة مواتية، لتصحيح الوضع الأمني في العاصمة عدن، وقلع من أسماهم بالعصابات الإجرامية في الأمن وجهاز مكافحة الإرهاب، داعيًا الرئيس الزبيدي لقلع من أسماهم بالخلايا العفاشية والإخونجية والحوثية التي علقت بأمن عدن. حسب تعبيره.
وأضاف في مقال له: “لسنا مع أولئك النفر الذين وجدوا ضالتهم في نشر الفتنة واستغلال الحدث لبث السموم والتحريض، وإنما غايتنا تطهير المجلس الأنتقالي من درن الطفيليات التي تسلقت إلى وظائفه لترتكب الجرائم في حق الشعب، وننادي من ارتهن لإشاعات الأعداء وفتنهم بأن يعودوا الى الحق.
قضية عشال والمتلاعبين بالنار
بدوره دعى القيادي الجنوبي، والبرلماني، د. عيدروس النقيب، إلى ضرورة أن تتخذ القضية مجراها عبر الأطر القانونية بدءً بالبحث الجنائي فالنيابة العامة فالمحكمة المختصة لإنصاف الضحية ولينال المخطئ جزاءه القانوني والعادل.
وأكد النقيب في مقال كتبه بعنوان ” قضية عشال والمتلاعبين بالنار” إلى أن تسييس القضية أو تحويلها إلى قضية مناطقية أو مواجهات قبلية لا تستهدف نصرة المقدم عشال، بل تستهدف تمزيق اللحمة الوطنية الجنوبية وصرف أنظار الجنوبيين عن قضيتهم الوطنية الرئيسية باتجاه صراعات لا تخدم سوى أعداء الجنوب، ولا تضر إلا الجنوب وأبنائه وقضيتهم العادلة.
وأضاف: “إن الحديث عن مليونية التضامن مع عشال، باسم محافظة أبين لا تعبر عن أي مستوى من النضج السياسي أو عن إدراك المسؤولية الوطنية للداعين إليها وهي في كل الأحوال لا تخدم المقدم عشال وأنصاره في شيء بقدر ما تنطوي على مجازفات قد تضر الأخ عشال نفسه وعدالة قضيته، وأول هذه المجازفات، احتمال فشل ما يسمى بالمليونية، الذي سيؤدي إلى تهميش القضية وتذمر انصارها وتعرضهم للإحباط مهما كانت درجة عدالة ما يطالبون به”.
وأشار النقيب، إلى أن توجيهات اللواء عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس الرئاسة، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بمشاركة السلطات الأمنية في ابين، بالبحث في االقضية والبحث عن المتهمين قرارا حكيمًا. مضيفًا : على أنصار عشال ونحن منهم أن ينظروا إليه كانتصار للحقيقة وليس تغلبا لجهة جنوبية على أخرى أو منطقة جنوبية على منطقة جنوبية أخرى.
الداعين لمليونية يسعون لخلق الفوضى وحرف مسار القضية
ويرى السلطان فضل بن ناصر الفضلي، نجل آخر سلطان للسلطنة الفضلية، بأن الداعين لمليونية في عدن يسعون لخلق الفوضى و تحريف قضية #علي_عشال_الجعدني من جنائية الى سياسية.
وأضاف في تغريدة له على منصة إكس، رصدها محرر “الصدارة سكاي” أن بعض المنادين لهذه الفوضى” البعض منهم كان و ربما لازال عضواً مع القاعدة، والبعض كان مراسلًا لها، ولبعض مع الوحدة لمصلحة ذاتية، والبعض مع الحوثي للفوضى و احتلال الجنوب، وآخرين مع علي محسن الأحمر الذي لايزال يحرك مؤيديه، والبعض مع الشوّاعة و الهوشلية لعل في ذلك رزق. مشيرًا إلى أنه من أراد ان يخدم الاوباش السالفين الذكر ، عليه أن ينادي بالفوضى.
واختتم الفضلي تغريدته بالقول: قلنا لكم نحن منتظرين نتيجة التحقيق وإذا شعرنا بتلاعب في قضية #عشال سنقلب طاولة العشاء، والجعادنة أجدادي وانا أبن الجنوب العربي”.
الخلاصة: