تزامنا مع تطورات سياسية متلاحقة في هذه الآونة، والتي كان أحدثها إعلان التواصل لاتفاق بين الحكومة والمليشيات الحوثية، حدَّدت القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي موقفها من الثوابت الوطنية المتعلقة بمسار استعادة الدولة.
الموقف الجنوبي جاء خلال ترؤس علي عبدالله الكثيري القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، لقاءً تشاوريًا موسعًا لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن.
اللقاء الذي عُقد أمس الإثنين، حضره عضوا هيئة الرئاسة مؤمن السقاف رئيس تنفيذية انتقالي العاصمة عدن، وعبدالرؤوف زين السقاف، ونائب رئيس الجمعية الوطنية عصام عبده، ونائب رئيس مجلس المستشارين أحمد الربيزي، ورؤساء الهيئات المساعدة لهيئة الرئاسة.
وألقى الكثيري كملة نقل في مستهلها للحاضرين، تحيّات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وتوجيهاته القاضية بضرورة الالتئام في ظل هذه الظروف التي تمر بها العاصمة عدن خصوصًا والجنوب عمومًا، وتعزيز العمل المشترك بين قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي كافة، لمواجهة التحديات الراهنة.
وأكد الكثيري أن الجميع مسؤول وفاعل، وله دور في إعلاء قضية شعب الجنوب، وتوضيح الحقائق، وتوعية أبناء شعبنا الجنوبي بالمؤامرات والمخططات والحملات الخبيثة التي تستهدف قضيته الوطنية.
وأضاف: “جميعنا على دراية تامة بأن الظروف المعيشية في غاية الصعوبة، وما يمر به شعبنا ما هو إلا ضريبة التمسك بقضيته، والأهداف التي استشهد في سبيلها خيرة أبنائنا، وقدم شعبنا لأجلها تضحيات جسيمة”.
وأطلع الكثيري في سياق كلمته، الحاضرين على آخر التطورات السياسية ذات الصلة بقضية شعب الجنوب، مجددا التأكيد على موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الثابت والمعلن عنه في كل بياناته في هذا الشأن.
وشدد على التمسك التام بما طرحه الرئيس الزُبيدي خلال لقاءاته مع المبعوث الأممي وسفراء الدول الراعية للعملية السياسية، مشددا في السياق على أن قضية شعب الجنوب لا مساومة فيها، وأن أي تسوية سياسية ستحاول أن تتخطى الجنوب وقضية شعبه لن يكتب لها النجاح.
هذا الموقف الجنوبي جاء قبل يوم من إعلان التوصل لاتفاق بين الحكومة والمليشيات الحوثية، يتعلق بتدابير لما سُمِّي خفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية.
تزامن مع ذلك إعلان محافظ البنك المركزي الاستقالة من منصبه، قبل التراجع عن الخطوة مدعوما من مجلس القيادة الرئاسي في استكمال عملية الإصلاحات المصرفية الشاملة.
ويتابع الجنوب بعين ثاقبة، مستجدات وتطورات الأوضاع على الساحة، مع الرفض الكامل والقاطع لأي محاولات للنيب من الثوابت الجنوبية باعتبار أن هذا يمثل تهديدا لحق ومسار استعادة الدولة.