أكد اللقاء التشاوري الذي شهدته محافظة أبين، جنوبي البلاد، لعدد من الخطباء والدعاة، بضرورة تحصين المجتمع من عملية التحشيد الطائفي التي تقوم بها مليشيا الحوثي، وكذا الاستقطاب والتخادم الذي تقوم به التنظيمات الإرهابية ضد أبناء المحافظة.
اللقاء الذي عُقد، يوم أمس الأحد، في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، شارك فيه أكثر من 30 خطيباً وداعية من مديريتي زنجبار وخنفر، ونظمته إدارة الفكر والإرشاد بالهيئة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أبين بالتنسيق مع مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بالمحافظة.
وشدد المشاركون في اللقاء الذي يعد الثاني من نوعه الذي تحتضنه أبين، على رفض العنف والثارات وأهمية نبذهما، داعين إلى تشجيع السلم والتعايش السلمي بين أبناء المحافظة والمحافظات الجنوبية وإرساء ثقافة التسامح والمحبة لفتح الطريق نحو التقدم والازدهار في ظل بيئة آمنة ومستقرة.
جملة من التوصيات والمقترحات رفعها المشاركون في اللقاء والتي تهدف إلى تحسين وتطوير آليات الخطاب الديني وتوحيده وجعله يلامس الواقع العام وأكثر تأثيرًا في المجتمع. حيث تم التأكيد على ضرورة الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة خروق مليشيا الحوثي في المحافظة، وتجاوز الانقسامات وتوحيد الصفوف للدفاع عن الثوابت والمقدسات.
كما جدد المشاركون التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لتعزيز دور الأمن وتفعيل دور الأجهزة القضائية والبت في كافة القضايا المتعلقة بالإرهاب والقتل والمخدرات والتقطعات والحرابة، وتقديم كافة الجناة إلى القضاء لينالوا جزاءهم.
الحوثي والإرهاب خطر حقيقي
وفي كلمته شدد حسن منصر غيثان الكازمي، رئيس الهيئة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين، على الخطر الذي تمثله تحركات مليشيا الحوثي داخل المحافظة والمناطق الجنوبية، مؤكداً أن هذه المليشيا لا تزال تسعى إلى زعزعة الاستقرار والتوغل في القرى بشكل مستمر، مما يمثل تهديدًا حقيقيًا لأمن واستقرار أبين.
ولفت الكازمي إلى الانتباه إلى التحشيد الطائفي الذي تقوم به هذه المليشيا مع بعض الشخصيات في أبين، وكيف يؤثر ذلك سلبًا على الوضع الأمني خصوصا مع دخول جماعات مسلحة تهدف إلى نشر الفوضى والعبث بسكينة واستقرار أبين.
ونبه رئيس انتقالي أبين إلى تسلل الجماعات الإرهابية والعلاقة الواضحة بينها وبين مليشيا الحوثي، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة لها هدف رئيس في التأثير على النسيج الاجتماعي الجنوبي وتمزيقه، بعد أن فشلت تلك الجماعات في تحقيق انتصارها في الجبهات وتكبدها خسائر فادحة على يد القوات الجنوبية.
وأكد أهمية الدور الذي يلعبه الخطباء وأئمة المساجد والمرشدون والدعاة في المحافظة من خلال رسالتهم السامية بالمنابر والتوعية الدينية وتوجيه الشباب وأولياء الأمور وإرشادهم مما يحاك من مخاطر تجاه محافظة أبين، مشدداً على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة هذه التحديات والتخفيف من معاناة المواطنين في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها المواطن وانعكاسات تدهور الوضع المعيشي الذي فاقم معاناتهم وأثقل كأهلهم.
مساندة الخطاب الديني
ومن جانبه أكد مدير إدارة الفكر والإرشاد عبداللاه المشرقي أهم أهداف اللقاء التشاوري المتمثلة في الاهتمام بالدعاة وتوحيدهم في الطرح والمنهج والخطاب الديني، إضافة الى دعم ومساندة الشخصيات الاجتماعية، التي تقوم بمهمة الارشاد الديني، مع السعي لتفعيل الجانب في المؤسسات الأخرى.
ودعا الشخصيات الاجتماعية والدعاة والمرشدين الى مساندة كافة الجهود الرامية توحيد الخطاب الديني وتوحيد الجهود مع مكتب الأوقاف والمجلس الانتقالي، في القيام بالواجب الإرشادي لتحقيق المصلحة العامة للمحافظة.
فيما تطرق كل من مدير عام الأوقاف بأبين الشيخ عبدالملك عبدالعليم طالب ومستشار وزير الأوقاف الشيخ فهمي بابرادع ومدير عام خنفر المحامي مازن بالليل اليوسفي ومدير عام زنجبار المهندس مختار الشدادي، الى عدد من النصائح للخطباء والدعاة من أجل تأدية رسالتهم الدينية بأمانة وإخلاص، وبما يسهم في لم شمل أفراد المجتمع الواحد من خلال توحيد لغة الإبلاغ في المنابر، متمنين من الخطباء والمرشدين تجنب الخطب الحماسية، واستبدالها بالمواعظ في فقه الخلاف التي تهتم بغرس العقيدة الصحيحة والوازع الديني والخشية من الله في نفوس الشباب والتحذير من الأعمال العدائية التي تشنها مليشيا الحوثي على المناطق الحدودية في محافظة ابين، وكذا خطورة التحركات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية التي تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي الأبيني وتدميره.