يشهد عالمنا المعاصر نوعاً جديداً من الحروب غير التقليدية، والتي باتت تستهدف أمن واستقرار المجتمعات، إنها الحروب الإعلامية الإلكترونية، القائمة على توظيف التكنولوجيا الحديثة في استهداف المجتمعات، سواءً عبر وسائل الإعلام التقليدية أو عبر منصات الإعلام الحديث..
وقد تعاظمت أهمية الإعلام في عصر الثورة الرقمية، حيث بات يمثل أحد أركان حماية الأوطان وتعزيز أمنها وصون مكتسباتها، وهذا يستدعي حشد الطاقات لأجل تحقيق هذه الغايات.
وقد أدركت الكيانات المارقة مبكراً، أهمية الدور الذي تلعبه الآلة الإعلامية في بلوغ أهدافها، سواء كانت دولاً معادية، أو تنظيمات متطرفة، أو منظمات عالمية، أو حتى أفراداً..
ونحن لسنا في معزل عن تلك الحرب! حيث يواجه الجنوب اليوم حرباً إعلامية ممنهجة، تستهدف نسيجه الاجتماعي وقضيته وتطلعاته في الحرية والعيش الكريم، وهناك محاولات مستميتة لزعزعة أمنه واستقراره، ناهيك عن حروب أخرى سياسية واقتصادية وثقافية تشنها كيانات متعددة، داخلية وخارجية، جمع بينها الحقد والعداء التاريخي للجنوب أرضا وإنسانا.
وهنا نود الإشارة إلى أبرز أساليبهم في بث سموم حقدهم وكراهيتهم، إنهم يلجأون كثيراً إلى إثارة المناطقية وتأجيج النزاعات البينية بين أبناء الجنوب، ناهيك عن استدعاءهم لأحقاد الماضي التي داس عليها الجنوبيون بتسامحهم وتصالحهم.
ولايكتفي إعلامهم بترديد الأكاذيب ونشر الشائعات، بل يسعى لتشويه الصورة الطبيعية للمجلس الانتقالي الجنوبي بصفته كياناً مفوضاً من شعب الجنوب وحاملاً سياسياً لقضية شعب الجنوب. إن أبرز تجليات المشهد الجنوبي، هي الحرب التي يخوضها المجلس الانتقالي مع أعداء الجنوب!
فالنجاحات التي حققها الانتقالي الجنوبي قد تركت أثراً بالغاً لدى أعداء الجنوب التاريخيين تحديداً، ولما كان من الصعب عليهم تقبل حقيقة الأمر، لم يعد أمامهم سوى شن حروبهم المسعورة على الجنوب، سياسيا واقتصاديا وإعلاميا، بهدف شيطنة الانتقالي وتجريده من صفته الشرعية كحامل وممثل سياسي لقضية شعب الجنوب.
والمؤكد؛ أن هذه التحديات تزيد المجلس قوة وصلابة في مواجهة أعداء شعب الجنوب، وتمده بالعزم الكافي للمضي قدماً في عهد الرجال للرجال وانتزاع حق شعب الجنوب أرضاً وإنساناً.