عندما يطالب الجنوبيون باستعادة دولتهم المستقلة وفك الارتباط عن الوحدة التي فرضت عليهم بالقوة، فإنهم لا يحملون في قلوبهم أي عداوة تجاه الشعب الشمالي، بل على العكس، الجنوبيون يكنّون كل الاحترام والمحبة للشعب الشمالي، وهم يدركون أن الشعبين في الشمال والجنوب هم إخوة في الدين والعروبة والإنسانية، تجمعهم روابط تاريخية وثقافية عميقة.
ما يجب أن يكون واضحًا هو أن مطالب الاستقلال أتت كنتيجة لتجارب مريرة عاشها الجنوبيون مـن القيادات السياسية الشمالية التي مارست الظلم والاضطهاد بحق الشعب الجنوبي فمنذ فرض الوحدة بالقوة والاحتلال، تعرض الجنوبيون لسلسلة من السياسات القمعية التي هدفت إلى تصفية كوادرهم وتهميشهم والسيطرة على مواردهم وثرواتهم.
لهذا السبب، عندما يتحدث الجنوبيون عن الاستقلال، فهم يعبرون عن رفضهم لهذا الظلم وهذه السياسات، وليس عن رفضهم للشعب الشمالي، فالقضية بالنسبة للجنوبيين تتعلق بالحرية والكرامة والحق في تقرير المصير، وهي مطالب مشروعة لا تعني أبدًا العداء أو الكراهية تجاه أي شريحة من أبناء الشمال.
نعيد ونكــرر بأننا عندما ندعو للاستقلال واستعادة دولتنا في الجنوب، فنحن لا نعادِ الشعب الشمالي بل نحبهم ونقدرهم وأن اختلافنا هو مع السياسيين الذين مارسوا الظلم والاضطهاد ضد شعبنا الجنوبي، وفرضوا الوحدة علينا بالقوة والاحتلال ونحن ندعو للحرية والكرامة والحق في تقرير المصير للجنوبيين، وهذا ليس فيه إساءة لأشقائنا في الشمال.