صورآ كثيرة تقابلنا في حياتنا اليومية تعكس جزءًا من ذكريات الزمن الجميل لجيلٍ من الرجال الذين عاشوا أيامًا مليئة بالتضحية والعطاء في خدمة الوطن الجنوبي ففي هذه الصورة رجالٌ من أفراد القوات المسلحة الجنوبية، ثابتون بإصرارهم وشموخهم، يحملون السلاح دفاعًا عن الأرض والكرامة، متجسدين في صورة من البطولة والفخر.
التقطت هذه الصورة على ما يبدو في أواخر الثمانينيات، فترةٍ كان فيها القادة الشرفاء في الجنوب أمثال اللواء قاسم سعيد لوديه وزملاؤه يقفون بشموخ وكبرياء، يسطرون أروع الملاحم البطولية في سبيل حماية الأرض والعرض والدين والسيادة الجنوبية. هؤلاء القادة الذين تعانق أرواحهم الأرض، يقفون بثبات كقطعة من الطبيعة الخضراء، وكأن الطبيعة نفسها تنبض في قلوبهم وعزيمتهم التي لا تنكسر.
تلك الابتسامة التي تلوح على وجوههم، رغم صعوبات الموقف وتحديات الزمن، تعبر عن روح التفاؤل والشجاعة التي حملوها في قلوبهم. لم تكن مجرد ابتسامة، بل كانت رمزًا للإصرار والعزيمة في مواجهة الصعاب، حيث كانوا دائمًا على استعداد للذود عن الوطن وترابه الطاهر
هؤلاء القادة، سواء كانوا في الخطوط الأمامية أو في الصفوف الخلفية، هم بطبيعة الحال يعكسون قيم الوفاء والولاء للوطن. قيمٌ لم تتغير مع مرور الزمن، بل ظلت منارةً تهتدي بها الأجيال الجديدة، مستلهمةً من تلك الأيام المجيدة دروس التضحية والتفاني في خدمة الأرض والوطن.
ورغم كبر سن القائد قاسم سعيد بن سعيد، إلا أنه لا يزال يخدم الوطن بعزيمةٍ وإصرار لا تلين، مقدمًا درسًا حيًا في الوفاء والإخلاص، ومضيفًا إلى سجل تاريخه البطولي صفحاتٍ جديدة من التفاني في سبيل خدمة الأرض التي أحبها ودافع عنها طوال حياته.