لم تكتفٍ المليشيات الحوثية بما تمارسه من بطش، وظلم، وغطرسة، وإجرام، وخراب، ودمار، وهلاك باسم الدين، ولا بما تروّج له من خرافات وخزعبلات شركية وضالة تنافي معتقدات ديننا الإسلامي الحنيف، ولا بما تجهر به من سب، وانتقاص، وإساءة، وتطاول، وتهجم على أهل بيت رسول الله الأطهار وصحابته الأخيار ، وإنما ذهبت لتشويه واستغلال المناسبات الدينية، وفي مقدمتها ذكرى المولد النبوي الشريف الذي تعتبره المليشيات موسماً للنهب والسلب وفرض الجبايات..
فمنذ ما يقارب من شهر، وحملات الجباية الكهنوتية تنتشر في المدن، والقرى، والعُزل، والمديريات الخاضعة لسيطرتها، وتقوم بتحصيل وجمع الأموال من التجار، والمواطنين، وأصحاب المحلات، والحرف المهنيه، والبسطات، و المزارعين، والباعة المتجولين بطرق إجبارية وأساليب همجية وقسرية..
لقد حَوَّلت المليشيات الحوثية ذكرى المولد النبوي الشريف إلى ذكرى للبدع والضلالات، وموسماً سنوياً للاحتفال، وذلك بجمع الجبايات التى تُعد الأضخم من حيث العائدات، والتي تتجاوز مئات الملايين من الريالات المنهوبة من أموال اليمنيين بكل فئاتهم، بما فيهم الجوعى والمُعدمين..
وبالرغم من جمع كل هذه الأموال الضخمة التى تحصدها عصابة الحوثي، إلا أنها لا تنفق منها إلا تكلفة اللوحات الإعلانية المعبرة عن هذه المناسبة، والتي تستغلها بنفس الوقت، لتلميع قيادات المليشيات، وذلك بإلصاق صور زعيم الجماعة أو مؤسسها الهالك في زوايا هذه اللوحات الدعائية،
وفي نفس الوقت تجبر المواطنين والتجار والباعة وأصحاب السيارات بطلاء واجهات المنازل والمحلات والسيارات باللون الأخضر كدليل على إبداء الفرحة في هذه المناسبة كفرض إجباري من قبل المليشيات بينما تذهب كل تلك الأموال لأرصدة قيادات الجماعة المنغمسة بالثراء والترف والبذخ والرخاء، في الوقت الذي تصادر فيه مرتبات الموظفين، وتنهب المساعدات المقدمة للمنكوبين من السيول، ويعيش الشعب في وضع يتفاقم فيه الفقر، والهلاك، والمرض، والجوع..
ومن خلال تضخيم المليشيات لذكرى المولد النبوي الشريف والمبالغة في الإحتفال به، تبيَّن بأن الهدف من ذلك مادي بحث وموسم للثراء، وترويج أفكارها الطائفية، وصرف الأنظار عن جرائمها وانتهاكاتها التعسفية، وعن التفكير بالظروف الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية المروعة، واستغلاله للظهور بالمظهر الشرعي المتلبس بحب النبي، لكن هذه الأعمال والممارسات، والاحتفالات، والشعارات لم تعد تنطلي على أبناء الشعب اليمني، الذين أصبحوا يسخرون من همجية المليشيات، ويعلمون مدى استغلال الجماعة، ومتاجرتها بالوطن، والمواطن، والدين.