أثار استحداث حلف قبائل حضرموت، الذي يقود مع مؤتمر حضرموت الجامع تصعيدًا ضد السلطة المحلية والحكومة منذ شهرين على خلفية مطالب حقوقية، تمركزًا لمسلحيه غرب مدنية المكلا عاصمة المحافظة منذ الخامس من سبتمبر/أيلول، تساؤلًا بشأن مآلات هذا الحدث، لاسيما وهو يأتي بعد سلسلة من الأحداث المرتبطة بإنشاء الحلف لنقاط مسلحة في الهضبة٠
ويعزز هذا التساؤل قُرب التمركز الأخير من عاصمة المحافظة، وفي ذات الوقت من نقطة عسكرية للواء بارشيد الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي، الداعي إلى (فك الأرتباط)، ما يذهب بالبعض لإظهار مخاوفهم من إمكانية وقوع صدام بين النقطتين في حال قرر الحلف الاقتراب من المدينة، التي تمثل العاصمة الإدارية للمحافظة الأكبر مساحة والأغنى نفطًا في الجنوب٠
ويرى مراقبون أن اقتراب التمركزات المسلحة لحلف القبائل من مدنية المكلا يؤكد أن الحلف يمضي صوب مزيد من الضغط في سبيل تحقيق ما هدده به، وبخاصة ما سبق وأعلن عنه مستهل أغسطس/آب ممثلًا في وضع اليد على الأرض والثروة؛ وهو ما سبق وبدأ به مما سماه المشاركة الميدانية في هضبة حضرموت، بما فيها مداخل ومخارج قطاعات إنتاج النفط، مع استمرار التحشيد والاستنفار القبلي المناصر لمطالبه، وهو ما يمثل تعزيزًا لقوته وتمهيدًا لمرحلة جديدة لحضوره على الأرض، وفق أصحاب هذا الرأي٠
كما يرون أيضًا أن استحداث الحلف لتمركز مسلح قرب مدينة المكلا يمثل تحديًا جديدًا يفرضه الحلف ليس أمام السلطة المحلية وحسب، وإنما أمام نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بات ينظر لتحركات الحلف ومؤتمر حضرموت الجامع تهديدًا جديدًا لوجوده في المحافظة، التي يمثل خروجها من معادلته السياسية الانفصالية إفشالًا لمشروعه٠
السؤال الذي يفرض نفسه: هل من المتوقع أن يدخل مسلحو الحلف مدينة المكلا؟٠
تبقى الإجابة على هذا السؤال من الصعوبة بمكان، لاسيما وأن الحلف مازال حتى الآن يمضي بخطوات مدروسة في سياق التحشيد القبلي، ولا يستهدف من خطواته سوى تحقيق مطالبه الحقوقية، وهو ما حقق فيه تقدمًا كبيرًا على صعيد حشد المناصرين لمطالبه، وهو بهذا يريد أن يمسك بزمام قوة يستطيع من خلالها فرض أوراقه لاسيما في ظل ما اعتبره تجاهلاً تاماً من رئيس مجلس القيادة الرئاسي تجاه حضرموت، أي أنه لن يفكر بالمجازفة بالصدام أو التحرك صوب المكلا باعتبار ذلك قد يهدد استقرار المحافظة، لاسيما في ظل ما يظهره الحلف والجامع في بياناتهما من حرص على استقرار المحافظة، فضلاً عن أن مطالبهما في الأساس ترتبط بالأوضاع المعيشية والخدمات العامة، والحفاظ على ثروات المحافظة وتثبيت حق أهلها فيها٠
وبالعودة إلى بيان الحلف بشأن استحداث التمركز غرب المكلا، يتضح أنه يريد الضغط أكثر والحفاظ على ثروات حضرموت، لكنه في الوقت ذاته يهدد بـ إجراءات أخرى، ما يجعل الباب مواربًا على احتمالات عديدة٠
يقول البيان: مازال التعنت والمماطلة والتسويف مستمرة من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي تجاه تلبية مطالب حضرموت المشروعة؛ وهذا لن يزيدنا إلا تمسكًا وقوة لتحقيق الأهداف والمطالب العادلة لأهلنا في حضرموت، فنحن على أرضنا، ولا ولن نعيش بعزة وكرامة إلا على ترابها٠
وأضاف البيان: إننا في حلف قبائل حضرموت نتخذ خطوات على الأرض وانتشاراً أوسع، تتبعه عدة إجراءات حتى تحقيق كافة المطالب، وفي هذا الاتجاه نعلن في هذا اليوم عن تدشين تمركز نقطة غرب المكلا للضغط أكثر، والحفاظ على ثروات حضرموت وعدم خروجها وصون حقوقها٠
يأتي ذلك في ظل تجاهل تام من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي تجاه حضرموت واستحقاقاتها في كل الجوانب، وهذا التعنت والمماطلة والتسويف لن يزيدنا إلا رسوخًا وقوة وثبات لتحقيق أهداف ومطالب حضرموت وأهلها٠
الصحافي الحضرمي، عوض كشميم، أوضح أن ما يقوم به الحلف وما قام به مؤخرًا من استحداث تمركز لمسلحيه غرب المكلا ليس سوى وسيلة من وسائل الضغط٠
وقال لصحيفة القدس العربي: لن يكون هناك أي صدام مسلح، كل الاستحداثات من قبل الحلف هي أوراق ضغط لمجلس القيادة الرئاسي لكي يستجيب لمطالب حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع٠