المجلس الانتقالي الجنوبي ليس مجرد كيان سياسي تقليدي أو حزب يسعى للمنافسة الانتخابية في إطار نظام سياسي معين، بل هو وعاء يجمع الأبعاد السياسية، العسكرية، الاجتماعية، والثقافية ، بل يجسد خلاصة كفاح شعب الجنوب لأكثر من ثلاثين عاما، ويشكل جسر عبور نحو استعادة الدولة الجنوبية بهويتها وحدودها المعترف بها دوليًا إلى 21 مايو 1990..
من خلال هذا الكيان المتين، سنواجه كافة التحديات والخصوم مهما كانت خلفياتهم، حتى نحقق أهدافنا كاملة وغير منقوصة، طال الزمن ام قصر لأن قضيتنا عادلة وخيارات شعبنا الوطنية راسخة،، و نضالنا ليس ردود أفعال أو نزق سياسي طارى، بل هو حركة وطنية وفكر سياسي متجذر في. ضمير ووجدان الشعب الجنوبي.
وفي الوقت الذي نتمسك ببقاء المجلس كقوة سياسية، قادرة على خوض غمار المرحلة، فذلك لايعني أن تبقى قداسة بعض المحسوبين على المجلس بعيدا على النقد ،وسنظل نوجه الرسالة تلو الأخرى ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة للعبث بمقدرات النضال الجنوبي، سواء كانت من داخل المجلس أو خارجه.
رسالتنا واضحة لهؤلاء كفى عبثا ،وسنبقيكم تحت الرقابة الشعبية، حتى تعدلوا من سلوككم وتعودوا إلى جادة الصواب ، مالم فإن أمواج الرفض الشعبي ستجرفكم إلى مزبلة التاريخ.
وبما أننا نؤمن بالنقد البناء، وحريصون على نقل الحقائق ، لذا لابد من الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي قدمها المجلس الانتقالي. على مختلف الأصعدة، سواء في الجبهات لمواجهة الانقلابيين، أو في تعزيز الأمن الداخلي حيث تحطمت أحلام القوى الإرهابية وأعداء الاستقرار ،وعلى الصعيد السياسي تمكّن المجلس من نقل القضية الجنوبية إلى مرحلة متقدمة ،وأصبحت تحظى بأهمية إقليمية ودولية بفضل الصمود البطولي الذي يقوده المجلس الانتقالي، رغم شحة الإمكانيات.
لهذا من الواجب علينا جميعا أن نقف صفا واحدا خلف المجلس وقياداته، وعلى مصدر القرار فيه العمل على تصحيح المسار وإزالة الشوائب لتطهير المجلس من العناصر التي تحاول الإسائة للجنوب وإلحاق الضرر بمقدرات شعبه .
وأخيرا نقول أن الحفاظ على المجلس الانتقالي الجنوبي هو مسؤوليتنا ، ولا خيار لنا سوى ذلك. وكل من يسعى لهدم هذا الصرح تحت أي مبرر، حتى وإن أرتدى الثوب الجنوبي، فهو خصم يخدم أجندات معادية ويجب أن نتصدى له بكل حزم وقوة..