مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يُطرح تساؤل حول مستقبل حزب الله بعد وفاة أمينه العام حسن نصر الله،العديد من المراقبين يرون أن الحزب، رغم تاريخه الحافل بالصراع مع إسرائيل، لن يختفي أو ينهار بل سيستمر، ولكن في صورة أضعف وأكثر خضوعًا للضغوط الدولية.
من المرجح أن قائد الحزب الجديد سيواجه خيارات صعبة تفرضها عليه الظروف السياسية والعسكرية،من بين هذه الخيارات الانسحاب من الجولان، ونزع سلاح الحزب الثقيل الذي طالما كان رمزًا لقوته وقدرته على تهديد إسرائيل،إلا أن الحزب سيظل كيانًا سياسيًا متماسكًا في لبنان، ويحافظ على ولائه لإيران، مع الاستمرار في خطاب معادٍ لإسرائيل، لكن هذه العداوة ستكون محدودة التأثير على أرض الواقع.
إسرائيل، على الأرجح، لا ترغب في القضاء الكامل على حزب الله،بل تفضل وجود عدو “يصرخ ولا يؤذي”، حزب يستطيع من خلاله حشد التأييد الشعبي واستخدامه كأداة في لعبة التوازنات الإقليمية_خدمة للمشروع التوسعي لإقامة دولة إسرائيل حسب زعمهم؛من النيل إلى الفرات_فهذا العدو المعلن يظل جزءًا من استراتيجية أوسع لتخويف الآخرين في المنطقة والحفاظ على التوترات التي تخدم مصالح قوى متعددة، بما فيها إسرائيل نفسها.
في النهاية، يبقى حزب الله جزءًا من المعادلة الإقليمية، ولكن في شكل جديد يفتقد إلى القوة العسكرية التي كانت تشكل تهديدًا فعليًا، ويبدو أن دوره سيتحول إلى أداة في لعبة سياسية أكبر، تستخدم فيها الأيديولوجيا كستار يخفي وراءه الحقائق الباردة للمصالح الجيوسياسية.
الخلاصة:
سيظل حزب الله موجودًا بعد نصر الله، ولكن بشروط جديدة تفرضها التوازنات الدولية والإقليمية.