احتشد عشرات الآلاف من الجنوبيين اليوم الاثنين في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت للاحتفال بالذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر 1963 التي توجت باستقلال جنوب اليمن عن بريطانيا في 30 نوفمبر.
وقال مراسل مركز سوث24 في سيئون أن وفودا شعبية من كل أنحاء حضرموت تجمعت في (ساحة الحرية) للاحتفاء بذكرى الثورة، والتعبير عن دعمهم للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لاستقلال جنوب اليمن مرة أخرى.
وردد المشاركون هتافات من بينها النشيد الوطني لدولة اليمن الجنوبي (1967 – 1990)، وشعارات تؤكد انتماء حضرموت للجنوب ورفض المشاريع السياسية التي تتبناها أحزاب يمنية وجهات إقليمية.
كما طالب المشاركون بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت باعتبارها “قوات احتلال تستهدف الثروات النفطية والطبيعية”. ونشر قوات النخبة الحضرمية بدلاً عنها.
وألقى مسؤولون من المجلس الانتقالي الجنوبي خطابات أمام الجماهير، جددت المطالبة بتنفيذ مخرجات اتفاق ومشاورات الرياض وفي مقدمتها إخراج القوات الشمالية ضمن المنطقة الأولى من وادي حضرموت.
كما طالبوا بالتفاف جماهيري حول مشروع الدولة الفيدرالية المستقلة في جنوب اليمن، الذي يسعى له المجلس الانتقالي.
وفي تصريح لمركز سوث24، قال رئيس المجلس الانتقالي في سيئون عبد الرحمن الجفري: “هذه الفعالية الجماهرية رسالة جديدة برفض المشاريع الصغيرة التي تزعم مصلحة حضرموت”.
وأضاف: “اخترنا 14 أكتوبر كتوقيت للفعالية نظرًا للرمزية التاريخية التي يمثلها هذا اليوم بالنسبة لكل الجنوبيين. لقد انطلقت ثورتنا من أجل الحرية في هذا اليوم، هذا أمر واضح”.
وقال البيان الختامي لفعالية سيئون: “نجدد التفويض للمجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي لتحقيق تطلعات أبناء حضرموت ضمن المشروع الجنوبي الشامل”.
وأضاف البيان: “نؤكد على أهمية تمكين أبناء حضرموت من إدارة الشؤون العسكرية والأمنية والسياسية والإدارية بمحافظتهم، بما في ذلك إدارة عائدات النفط والغاز والثروات الطبيعية”.
وشدد البيان على “الهوية الجنوبية لحضرموت، ورفض فصل حضرموت عن محيطها الجنوبي”. كما دعا إلى عمل عاجل لتحسين الأوضاع الخدمية والمعيشية في المحافظة.
وفي يونيو 2023، شكلت السعودية “مجلس حضرموت الوطني” بعد لقاءات لشخصيات حضرمية مقربة من المملكة في الرياض. لقد تم النظر لهذه الخطوة كأسلوب لمواجهة نفوذ وشعبية المجلس الانتقالي في المحافظة النفطية الغنية.
واليوم الاثنين في العاصمة عدن، احتفل المئات من الشباب بذكرى ثورة 14 أكتوبر عبر مسيرات طويلة بالسيارات والدراجات النارية. ورفعوا العلم الوطني لدولة جنوب اليمن مع أغنيات كلاسيكية قديمة تمجد ثورة أكتوبر.
وفي محافظة أبين، أقيم اليوم الاثنين في مديرية المحفد مهرجان فني وخطابي ومسيرة جماهرية للاحتفاء بثورة 14 أكتوبر. كما نظمت قوات الحزام الأمني عرضًا عسكريًا بهذه المناسبة.
قبل عامين فقط، كانت المحفد ومناطق واسعة وسط أبين تعاني من انتشار عناصر تنظيم القاعدة المتطرف. لكن القوات الجنوبية استطاعت طردهم من هذه المناطق في حملة “سهام الشرق” التي انطلقت أواخر 2022.
ويوم أمس الأحد، نظم المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة الضالع حفلا للاحتفاء بذكرى ثورة 14 أكتوبر، فقط على بعد عشرات الكيلومترات من جبهة القتال مع مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران.
ويوم غد الثلاثاء، ستقام أيضًا فعاليات رسمية وشعبية للاحتفال في محافظة شبوة للاحتفال بذكرى الثورة بحسب ما أفاد به مراسل مركز سوث24 هناك.
كما أنه من المتوقع أن يتم تنظيم فعاليات في بقية المحافظات.
وتمثل ثورة 14 أكتوبر مصدر إلهام مستمر للجنوبيين حتى بعد 6 عقود، قال رئيس مركز عدن للدراسات التاريخية د. محمود السالمي.
وأضاف لمركز سوث24: “يستفيد الجنوبيون من ثورة أكتوبر من خلال دروسها وتجربتها. لقد قدمت دروساً في صبر المقاومة وتنوعها وإصرارها، وقوة بنيتها التنظيمية، والتحامها بالشعب، وخلوها من الفساد”.
وأردف: “لقد نجحت ثورة 14 أكتوبر في هزيمة الاستعمار دون دعم خارجي، وهذا ما يجب أن نتعلمه اليوم”.