لو أن الأمن القومي في “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” ما قبل عام 1990م كان له عيون تخدمه في “الجمهورية العربية اليمنية” لما توحدنا مع شعب لا يعرف من الاسلام إلا أسمه ومن القرآن إلا رسمه، خريج كهوف صعدة، لايحفض العهود ولا المواثيق ولا يلتزم بالاتفاقيات الدولية، ويتملص من تنفيذها على الواقع٠
فـ النظام السائد في الجنوب ماقبل النكبة، كان نظام يطبق فيه قوانين الشريعة الإسلامية، بكل حذافيرها، دون أن تدري السلطة ولا الشعب في الجنوب، من عدل ومساواة وحقوق وانصاف ونصرة المضلوم، بالمختصر كانت دولة لا يوجد فيها مستضعف حتى المهمشين لهم كل الحقوق والواجبات السارية في القوانين دون تمييز بين الطبقات بل أن القانون يجرم كل من يتعالى بنسبه وجاهه على الناس٠
فنشوة الوطنية القومية أدخلتنا في جحر الحمار، ونحن مربوطين العينين، لآن ثقتنها في الطرف الآخر كانت بدون حدود، لكنا صدمنا في الأسابيع الأولى من الوحدة وعرفنا أن القيادة السياسية، أرتكبت أكبر غلط، ولم نتوقع بأنا دخلنا في وحدة مع شعب قل مايوصف بانه شعب لا عهد له ولاذمة وتسري فيه قوانين الغاب، فالكبير يأكل صغير دون رحمة والمستضعفين فيه لا تنصفهم القوانين المعمول بها في محاكمهم، بل أن المحاكم مباني مشيدة فقط لا يدخلها الظالم والمظلوم وتحل المشاكل حتى القتل منها في بيوت شيوخ القبائل٠
ونذكر على سبيل المثال وليس الحصر السبع الأتفاقيات والتعهدات التي فشلت، في صنع السلام بين “الجنوب العربي” و “الجمهورية العربية اليمنية”، وفشلها يوضح أن السلام والاستقرار في المنطقة مرهون باستعادة وبناء الدولة الجنوبية واعطاء كل ذي حقا حقه وكل الحلول الترقيعية السابقة وتجاهل القضية الرئيسية قضية شعب الجنوب زادت المنطقة تعقيد وضاعفت الأزمات٠
ونذكر الاتفاقيات الفاشلة والمتعثرة السابقة:
1- اتفاقية الوحدة عام 1990م٠
2- وثيقة العهد والاتفاق الذي وقعت في الأردن سنة 1994م٠
3- التعهدات الأممية لنظام “الجمهورية العربية اليمنية” بعد إحتلال الجنوب سنة 1994م٠
4- مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي عقد في العاصمة اليمنية صنعاء سنة 2013م٠
5- إتفاق السلم والشراكة في عاصمة “الجمهورية العربية اليمنية” سنة 2014م٠
6- إتفاق الرياض، الذي وقع في عاصمة المملكة العربية السعودية سنة 2019م٠
7- مخرجات مشاورات الرياض، في المملكة العربية السعودية٠
نحن مددنا أيدينا ودخلنا في شراكه مع شعب لا عهد له ولا ذمة، يوقع اليوم على أتفاق وغداً يتبرأ منه، وهو يعلم علم اليقين، بإن السلام في المنطقة مرهون بحل القضية الجنوبية وأعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن٠