أظهرت صور استخراج رفات “ملاك الموت” جوزيف مينغيل من مقبرة في البرازيل وهو أكثر النازيين المطلوبين، بتهمة إجراء تجارب مروعة على اليهود في معسكر أوشفيتز للإبادة في بولندا.
وعاش مينغيل تحت اسم “فولفغانغ غيرهارد”، وهو الاسم المستعار الذي استخدمه لمدة عقد تقريبا، أثناء رحلة هروبه من المطاردة الدولية.
وفي يونيو 1985، قادت معلومات استخباراتية من الشرطة الألمانية السلطات البرزيلية لفتح قبر مغطى بالأعشاب في مدينة “إيمبو”، التي تبعد 17 ميلا عن ساو باولو.
وأظهرت صور نشرت للمرة الأولى، عظاما وقطعا من الملابس يتم رفعها ووضعها على صينية معدنية أمام مئات المتفرجين. وأمسك مدير المشرحة خوسيه أنطونيو، بجمجمة مينغيل ليعرضها أمام الجميع، ثم نُقلت بقاياه إلى المختبر لإجراء فحوصات.
وجاء الكشف عن الصور في كتاب جديد بعنوان “إخفاء منغيلي: كيف وفرت شبكة نازية ملاذا لملاك الموت”، من تأليف الكاتبة البرازيلية بيتينا أنطون. ويحكي الكتاب عن كيفية فرار مينغيل من ألمانيا سرا بعد 4 سنوات من هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية.
وبعد وصوله إلى أمريكا الجنوبية، تمت حماية شبكة من المهاجرين الأوروبيين، أمضى العقدين الأخيرين من حياته في البرازيل، حيث توفي بنوبة قلبية في عام 1979 عن عمر يناهز 67 عاما أثناء السباحة في منتجع بيرتيوقا.
وخلصت الفحوص الجنائية إلى أن البقايا المستخرجة كانت على الأرجح لمينغيل. وأكد ابنه، رولف مينغيل، بعد أيام من استخراج الجثة أن العظام تعود لوالده. وفي ذلك الوقت، تساءل صائد النازيين سيمون فيزنتال عن سبب عدم إعلان عائلته وفاته قبل 6 سنوات.
وصرّح رولف مينغيل بأن العائلة التزمت الصمت لتجنب تعريض من كانوا يحمونه للخطر، معربا في بيان عن “أعمق تعاطفه” مع ضحايا والده. وقد أكدت اختبارات الحمض النووي في عام 1992 صحة هذه النتائج بشكل قاطع.
عاش مينغيل سنواته الأخيرة كرجل مسن هادئ، بعيدا عن الحديث عن الحرب. ويقال إنه كان يحب الموسيقى الكلاسيكية ويتناول العشاء مرة أسبوعيا في مطعم متواضع.
وفي الوقت الذي استخرجت فيه الجثة عام 1985، كان صيادو النازيين غير مصدقين أن واحدة من أكبر عمليات المطاردة في التاريخ قد انتهت أخيرا.
وتم ترتيب دفن “ملاك الموت” بسرعة وسرية تحت الاسم المستعار الذي كان يستخدمه منذ عام 1971. وكان مينغيل سيء السمعة بسبب تجاربه الطبية على التوائم في أوشفيتز، ويُزعم أنه كان مسؤولا عن وفاة نحو 400000 يهودي.
ويُقال إنه كان يستمتع بإجراء التجارب، رغم الألم والمعاناة التي ألحقها بضحاياه، وقد كان مهتما بشكل خاص بالتوائم والأشخاص ذوي الحالات الخاصة مثل القزامة.
عاش منغيلي مع معلمة برازيلية وزوجها وطفليهما في منزلهما بحي بروكلين في ساو باولو لمدة 10 سنوات.
واستمتعت العائلة بحفلات الشواء وزيارات الشاطئ، بينما كان الموساد، جهاز المخابرات الإسرائيلي، يقود الجهود الدولية للقبض على “ملاك الموت”.