في أجواء تملأها الحماسة والتراث، يجتمع مزارعو ريف مديرية جحاف بمحافظة الضالع، حاملين مهاجلهم الشعبية، ليغنوا للذرة البيضاء في موسم حصادها. حيث تُعرف الذرة البيضاء – أو كما يسميها أهل المنطقة “الذرة الرفيعة” – بأنها من أهم المحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها الأهالي كمصدر رئيس للدخل في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الجنوب عامةً وجحاف خاصةً.
بهمة وعناية، يحصد المزارعون محصولهم، في كل عام واضعين كل جهد لضمان نجاح موسم الحصاد وحمايته من أي مخاطر. ورغم الإصرار والتفاني الذي يظهرونه، إلا أنهم بحاجة إلى دعم من الحكومة؛ حيث يفتقرون إلى المعدات الزراعية التي من شأنها توسيع إنتاجهم وتحسين جودة المحصول. ويؤكد المزارعون على ضرورة هذا الدعم للحفاظ على استدامة الزراعة وتحسين مستوى معيشتهم.
ويشير المزارعون إلى أن موسم زراعة الذرة البيضاء يبدأ في شهر مايو ويستمر ستة أشهر، ليحين موعد الحصاد مع نهاية شهر أكتوبر. ويُعدّ هذا المحصول مصدرًا أساسيًا للغذاء لغالبية سكان مديرية جحاف، حيث يحتوي على قيمة غذائية عالية من الكربوهيدرات والجلوكوز، ويشكل دعامة اقتصادية يعود بدخل جيد على المزارعين.
ما يميز موسم الحصاد في جحاف هو طابع الاحتفال؛ إذ تُنشد الأغاني الشعبية والتراثية، التي تسمى بـ”المهاجل”، وتملأ سماء الحقول بألحان الفرح. يمزج المزارعون بين عملهم وألحانهم، حيث تتناغم خطواتهم مع إيقاع الأغاني، ليجسدوا حبهم للأرض وسعادتهم بما تجود به من خيرات.
بهذه التقاليد المتوارثة، يظهر مزارعو جحاف إرادتهم وتفانيهم رغم كل التحديات التي تواجههم، مما يجعل هذا المحصول جزءًا حيويًا من اقتصاد المنطقة ويساهم في خلق فرص عمل لأبناء الريف.