في هذه الحاله يصعب اتخاذ القرار في صداقة العدو لاسيما إذا كان العداء تاريخياً، ليس لسان حال المتنبي فقط، بل كما يقول ويتكلم بلسان كل إنسان حر، جميعنا متفق مع ابو الطيب ،حتى الشقيقة الكبرى “السعودية ” توافقنا ، مرارة الصداقة والعلاقة مع وجود خلاف عميق، تاريخي ،ديني ،جيوساسي،ثقافي ،
ليس بالبسيط ، تسطيع القول إنه خلال ثلاثة عقود كل حروب الشرق الأوسط كلها بين البلدين سواء المباشرة او الحروب بالوكالة ، والغرب وإسرائيل وراء إذكاء وتأجيج الصراع ،من اجل إغفال العرب عن عدوهم الأول إسرائيل ،
والرياض و كما يقول ساستها أن وجهة نظرهم بسيطة وتتمثل في أن كلفة السلام على المنطقة أقل بكثير من تكلفة الحرب، ولا شي اسمه مستحيل في السياسة والمصالح ،
يروحُ ويغدو كارهاً لوصاله … وتضطرُّهُ الأيام والزمن النكدُ
و اصحاب القرار السعودي على يقين تام أن إيران لن تكف عن إلحاق الأذى بهم وبحلفاءهم :
وانكدُ من ذَينِ امرؤٌ مُضمِر الأَذَى
على وَجهِهِ بردٌ وفي كِبدِهِ وَقد
لقد انتقلت اللقاءات السعوديّة الإيرانيّة من السِّر إلى العلن في الأيّام القليلة الماضية، وسط حالة من التّهدئة الإعلاميّة ، ووقف الشيطنة والاتهامات بين البلدين، أوشكت على إعطاء ثِمارها، بإعادة العلاقات تدريجيًّا بين البلدين،
السبب أن هناك متغيرات دولية ،وصعود اكثر من قطب ،الصين روسيا ، ولم تعد واشطن وحلفاءها اصحاب القرار الواحد ، ومن بعد ما أدارت واشطن ضهرها للرياض لجأت للصين ،وباتت الرياض تحضى بدلال موسكو وبكين اكثر من طهران نفسها ، لنعد الى موضوعنا العلاقات السعودية الإيرانية،
دعونا نسميه “تقارب ” ادق من كلمة علاقات هذا التّقارب الذي يتم بشكلٍ مُتسارع، وعلى نارٍ هادئة أعطى ثماره الأولى في التوصّل إلى هدنة في الحرب اليمنيّة اقتربت من إكمال عامها الأوّل، وتُفيد تقارير إخباريّة غير رسميّة بأنّ الهدنة قد تتحوّل إلى اتّفاقٍ دائم لوقف إطلاق النار، بعد قُرب التوصّل إلى تسويةٍ سياسيّة دائمة بين صنعاء والرياض بفضل وساطة لسلطنة عُمان، التي يتواجد وفد لها حاليًّا في العاصمة اليمنيّة لنقل مُقترحات سعوديّة في هذا الصّدد بخُصوص إعادة فتح المطارات والموانئ وتبادل الأسرى، ومُساعدات ماليّة واقتصاديّة.