قالت وكالة اسوشيتد برس في تحليل لها إن “الأمور تزداد سوءًا بالنسبة للحكومة الدينية الإيرانية، بعد انهيار استراتيجيتها التي استمرت عقود من الزمن لبناء “محور المقاومة” الداعم للجماعات المسلحة والوكلاء في مختلف أنحاء المنطقة”.
وأضاف التحليل أن “هذا الانهيار بدأ بعد الحملة الإسرائيلية الساحقة في غزة ضد حماس المدعومة من إيران والتي أشعلها هجوم 7 أكتوبر، واندلاع حرب لبنان، عندما هاجمت إسرائيل حزب الله، أقوى حليف لإيران. وشن إسرائيل غارات جوية ناجحة داخل إيران للمرة الأولى. وأخيراً نهاية حليف إيران المخلص و”عميلها” في سوريا، الرئيس بشار الأسد”.
وأشار التحليل إلى أن “النظام السوري كان الحلقة الذهبية بالنسبة لإيران في سلسلة المقاومة في المنطقة. فقد كانت سوريا حلقة وصل جغرافية مهمة سمحت لإيران بنقل الأسلحة وغيرها من الإمدادات إلى حزب الله في لبنان. لذلك فإن خسارتها الآن من شأنها أن تزيد من إضعاف حزب الله، الذي كانت ترسانته القوية في جنوب لبنان سبباً في وضع النفوذ الإيراني على حدود عدوها اللدود إسرائيل”.
ولفت التحليل إلى أنه “قبل بضع سنوات كانت الجمهورية الإسلامية تلوح في الأفق كقوة تتصدر المشهد في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وكان “محور المقاومة” الذي تقوده في أوج عظمته. حيث وقف حزب الله في لبنان في وجه إسرائيل. ونجح الأسد في الصمود في وجه انتفاضة الربيع العربي التي تحولت إلى حرب أهلية. وقاتل الحوثيون في اليمن التحالف الذي تقوده السعودية حتى وصلوا إلى طريق مسدود”.
واعتبر التحليل أن “سرعة انهيار الأسد في الأسبوع الماضي أظهرت إلى أي مدى كان يعتمد على الدعم من إيران وروسيا، الذين لم يقدموا هذا الدعم في اللحظة الحاسمة. مشيراً أن هناك تحول دراماتيكي في القوة الإقليمية لإيران. بعد أن كانت سوريا تلعب دورًا حيويًا في مفترق الطرق”.
وأردف التحليل أن “فقدان سوريا لا يعني نهاية قدرة إيران على توسيع نفوذها في الشرق الأوسط. حيث لا يزال الحوثيون يشنون هجمات على إسرائيل وعلى السفن العابرة عبر البحر الأحمر، على الرغم من أن وتيرة هجماتهم قد تراجعت مرة أخرى دون تفسير واضح من قيادتهم”.
وخلُص التحليل إلى أنه “مهما حدث في المستقبل، ستحتاج إيران إلى اتخاذ قرار صعب فيما يتعلق بالمشاكل التي تواجهها داخليًا وخارجيًا. فمازالت تحتفظ ببرنامجها النووي، ومازالت هناك مخاطر من هجمات واسعة النطاق في المنطقة، خصوصًا على البنية التحتية النفطية”.