في محافظة الضالع، حيث تتشابك قصص النضال والتفاني، يبرز اسم عبدالسلام قاسم كرمز حي للإصرار والعمل بصمت. رجل جمع بين روح النضال التي لا تهدأ وعقلية إدارية متميزة، جعلت منه شخصية استثنائية، تجاوز تأثيرها حدود الزمن والمكان.
عبدالسلام قاسم ليس مجرد اسم يتردد في أروقة الإعلام أو الإدارة، بل هو مدرسة قائمة بذاتها، حفرت بصمتها في نفوس الكثيرين. انطلقت مسيرته منذ سنوات طويلة، حين كانت الضالع بحاجة ماسة إلى من يشعل شعلة الإعلام ويصوب مسارها. لم يكن عبدالسلام ممن يسعون للظهور أو الأضواء، بل كان رجل الكواليس الذي يُصحح الأخطاء، يُوجه الشباب، ويصقل المواهب. على يديه تتلمذ العديد من الإعلاميين الذين تسلقوا سلالم النجاح وتقلدوا مناصب عليا، بينما بقي هو في الظل، يراقب نجاحهم بابتسامة رضا.
رغم سنوات من الظلم والتجاهل، لم ينطفئ شغفه. وعندما أُوكلت إليه مهمة مدير عام إعلام المحافظة، ومن بعدها مدير مكتب المحافظ، أذهل الجميع بما حققه في وقت قياسي. لم يكن مجرد مسؤول إداري، بل كان القلب النابض للضالع، يعيد ترتيب الأوراق وينهض بالمؤسسات التي كانت على وشك الانهيار.
بأخلاقه الرفيعة وتواضعه النادر، استطاع سد فجوات الخلافات وسوء الفهم بين المسؤولين، ليجمعهم على هدف واحد: مصلحة الضالع. لم يعرف الكلل أو الملل، بل كان شعلة من النشاط والحيوية، يعيد الأمل في نفوس الجميع، ويزرع روح التفاني في العمل.
عبدالسلام قاسم ليس مجرد إداري بارع أو إعلامي مخضرم، بل هو قصة وفاء وتضحية في زمن بات فيه الإخلاص عملة نادرة. إنه مثال حيّ على أن العظمة لا تُقاس بحجم الأضواء التي تسلط على الشخص، بل بما يتركه من أثر خالد في نفوس من حوله.
مهما كتبنا أو تحدثنا، لن نوفي عبدالسلام قاسم حقه. إنه نموذج نادر يحتذى به، وعلم يرفرف في سماء الضالع، ليذكر الجميع بأن العمل بصمت وإخلاص هو السبيل الحقيقي لصناعة المجد.