لطالما ارتكزت السياسة الخارجية الأمريكية على الدفاع عن الحرية وتعزيز المؤسسات الدولية، مستمدة شرعيتها من القيم التي نشأت بعد الحربين العالميتين، مثل تقرير المصير والأمن الجماعي. إلا أن المشهد اليوم ومع وصول الرئيس ترامب إلى سدة الحكم يبدو مختلفًا تمامًا، حيث باتت الولايات المتحدة تتبنى نهجًا أكثر عدوانية، يتجلى في تهديد الدول الصغيرة بالغزو، والانسحاب من المؤسسات الدولية، وحتى التلميح غير الرسمي إلى سياسات التطهير العرقي في غزة.
هذا التحول لا يعكس مجرد تغييرات تكتيكية، بل يشير إلى تراجع جوهري في المبادئ التي كانت تميز الدبلوماسية الأمريكية لعقود. فبدلًا من أن تكون القوة الدافعة وراء الاستقرار العالمي، أصبحت الولايات المتحدة تتجه نحو نهج أحادي يضع مصالحها فوق أي اعتبارات إنسانية أو قانونية. هذا التغيير يثير تساؤلات خطيرة حول مستقبل النظام الدولي، ومدى قدرة العالم على مواجهة السياسات العدوانية التي ينتهجها الرئيس ترامب والتي تهدد السلم والاستقرار الدوليين.