شهدت العملة المحلية في المحافظات المحررة منذ بداية العام 2024 انهيارًا غير مسبوق، حيث تراجعت قيمتها بشكل كبير أمام العملات الأجنبية، مما أدى إلى آثار اقتصادية مرهقة على المواطنين في كافة أنحاء البلاد.
منذ بداية العام 2024، شهد الريال اليمني تراجعًا مستمرًا أمام الدولار الأمريكي والريال السعودي. في يناير 2024، بلغ سعر الدولار الأمريكي حوالي 1400 ريال يمني، في حين وصل سعر الريال السعودي إلى 370 ريال يمني. لكن هذا الانخفاض تسارع بشكل أكبر في الأسابيع والأشهر التي تلت، حتى وصل سعر الدولار الى مايقارب 2400 والريال السعودي 620 ريال في السوق المحلية
هذا الانهيار المتسارع للعملة أدى إلى ارتفاعات هائلة في أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك المواد الغذائية، الوقود، والسلع الاستهلاكية. وقد واجه المواطنون في عدن وبقية المناطق الجنوبية معاناة حقيقية جراء الارتفاع الجنوني في الأسعار، حيث أصبح من الصعب على الكثيرين توفير احتياجاتهم اليومية.
وشهدت أسعار الوقود في معظم المحطات زيادة كبيرة، مما أثقل كاهل المواطن تسببت أزمة العملة في عجز الحكومة عن دفع رواتب الموظفين في القطاع العام، بمن فيهم العسكريون والجنود، مما فاقم من الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
ارتفاع أسعار السلع والخدمات بشكل غير مسبوق، حيث شهدت الأسواق أعلى معدلات التضخم في السنوات الأخيرة، مما أثر سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين.
ويعاني البنك المركزي اليمني في عدن من قلة الاحتياطي النقدي الأجنبي، مما يضعف القدرة على دعم العملة المحلية حيث تفاقمت الأزمة الاقتصادية بسبب الصراع المستمر في البلاد، الذي ألقى بظلاله على الاستقرار الاقتصادي والنقدي.
وفشلت الحكومة في اتخاذ إجراءات إصلاحية حقيقية لحماية العملة المحلية، مما أثر على الثقة في النظام المالي.وتصاعدت المضاربات في سوق الصرف، حيث استغل البعض الوضع المتأزم لتحقيق أرباح ضخمة من انهيار العملة.
وفقًا لتوقعات البنك المركزي اليمني في عدن إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة من قبل الحكومة لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الاستقرار في السوق المالية، فقد يستمر انهيار العملة مما قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية وإنسانية أكبر.